سألني صديق عن سبب إكتئابي وحزني الشديد الذي ظهر جلياً عليّ في الفترة الأخيرة وقال: ماذا جري مضي عام ونصف العام ونحن في هذه الحالة من الفوضي والقلق؟ نعم هو له ألف حق لكن هل تمزيق وتدمير مصر أصبح ليس قاصراً علي البلطجية وأدعياء الثورة فقط إنما امتد للصفوة أو المفترض أن تكون صفوة. فالشريحة العليا من المجتمع تتصارع لتصفية حسابات قديمة والانتقام. البرلمان بغرفتيه مع الحكومة ومرشحي الرئاسة مع بعض والإعلام مع القضاء والحكومة. تجد فصائل علي المستوي الأعلي تتصارع ليس من أجل مصلحة مصر وشعبها إنما مصالحهم الخاصة وأجنداتهم الخاصة وحساباتهم الخاصة ممولة أم غير ممولة داخلياً أو خارجياً لا يعنيني فالموت واحد وتعددت أسبابه. لا نجد شيئاً براقاً ومضيئاً إنما كله صراع وشتائم وتخوين لدرجة أن البسطاء تاهوا في هذا الزخم وطبعاً "الإعلام إياه" يروج ويصفق فهي مادة تملأ الصحف والتوك شو إياه وعلي المستوي الآخر ومستوي الشعب نفسه لا تجد اجماعا علي أي شيء الجميع فلول وهذا إخواني وآخر سلفي. حتي القضاء لم يسلم منهم فوضي في الشارع يعشقها المصري بطبيعته يفعل ما يشاء يسير عكس الاتجاه فوضي عارمة وانفلات أخلاقي سيئ جداً. الشعب يتصارع ويشتم ويخون بعضه وانفلت الزمام تماماً بدعوي أنه تغيير وهذه ضريبته وهو أمر أنا شخصياً لا أقبله نعم فوضي وضرب تحت الحزام أو فوقه لم تعد هناك خطوط فاصلة أو خطوط حمراء. لم يعد هناك خشية أو احترام أو خوف من أي شيء. كل شيء مباح الابن يعارض أباه والزوجة تعصي زوجها. بلطجية ظهروا ومسجلون خطر وسرقات وعدم أمن ماذا يحدث وماذا تفعلون بمصر إنكم تدمرون هذا البلد وهذا الدمار سوف ينال الجميع حتي أنتم يا من تخربون بشكل أو بآخر إما تخريب يدوي فعلي ونهب وسرقة وقطع طرق الخ... أو تخريب ثقافي لعقول الشباب بدعوة الثورة التي نحتت طريقا للحقد والتشفي والانتقام. ماذا تفعلون بمصر احذروا الطوفان فهو آت لا محالة. مادام هذا الوضع مستمرا نحتاج تدخلاً قوياً وحاسماً لوقفة فلا أحد في العالم أو بعضه مستفيد من تدمير مصر وتمزيقها وحرقها بأيدي أولادها الطالحين غير الصالحين. أولادها النشاذ فأين أنتم يا أبناء مصر الشرفاء الأوفياء كيف نجمعكم علي قلب رجل واحد وبلد واحد فقط لانقاذ مصر هل وصل بنا الأمر إلي هذا الحد وأصبحنا طبقات واحزاباً كل منا يتربص بالآخر من أجل تحقيق المآرب الشخصية بإذن الله مصر باقية وسوف يفني الأشخاص ونترك للتاريخ القول الفصل!