قال الله في كتابه العزيز "فأغشيناهم فهم لا يبصرون" هكذا أراد العلي القدير أن يكن لمن أرادوا أن يكيدوا لنبي الأمة وتآمروا عليه ليقتلوه.. ولكن قدرة الله فوق قدرة الخلق أجمعين.. والله أراد أن يغشي ابصارهم من أجل الخير للبشرية جميعا وليس لمجرد الكيد لمن كفروا بهم فسبحانه غني عن العالمين أجمعين.. فقد شاءت ارادته - عز وجل - ان تصيب تلك الغشاوة ابصارهم حتي يفوت عليهم فرصتهم في ارتكاب اخطر جريمة في تاريخ البشرية. لو وقعت.. ولكن في آيات كثيرة أخري يتساءل العزيز القدير مستنكرا "ألا يبصرون" والفارق عظيم هنا بين لا يبصرون وأفلا يبصرون.. فالأصل ان الله خلق للناس السمع والبصر والفؤاد وما يعطل - سبحانه - أي من هذه الحواس إلا لمشيئة يعلمها وحده. أما أن يبطلها الإنسان بنفسه. فلا يسمع ولا يبصر فتلك هي المشكلة. لأن خطواته تكون ضالة وتأخذه إلي الهاوية وكراهية الناس أجمعين.. وهذا ما يحدث بين من نتأمل فيهم ان يكونوا قادة مصر في العهود القادمة ليأخذوا الشعب المصري إلي نهضة حقيقية وليست نهضة كاذبة.. نهضة غير خادعة. بعد أن عاني هذا الشعب الأمرين.. فقد قامت ثورة عظيمة بحثا عن الحرية والديمقراطية والعدالة ويبدو اننا لن ننال أياً من هذه الآمال لأن من اعطيناهم اشارة الانطلاق بعد قيام الثورة لا ينظرون إلا تحت أرجلهم بعد ان أغشتهم اهداف جماعتهم فلم يدركوا مقاصد الشعب كله. بكافة طوائفه واتجاهاته السياسية.. أغشوا أنفسهم بأنفسهم ودون ارادة الله وإنما بإرادة من يحسبونه مرشدهم أو قائدهم الثوري.. ومن فرط عماهم تحالفوا معا ضد أعظم خطوة ديمقراطية عرفتها مصر في تاريخها القديم والحديث فتشبثوا بها والآن يلفظونها بدعاوي فاشلة من وحي خيالهم المغشي عليه.. أرادوا الديمقراطية والآن يدهسونها بالأقدام في ميدان التحرير وفي الجلسات السرية التي تجمع بين المتناقضين والذين كانوا حتي الأمس القريب في غاية التناقض والتعارض والتخوين.. واليوم يبحثون عن التحالف والصفقات بدعوي التصدي ضد من يخافون منه ويطلقون عليه "فلول". وأضع أمام العقلاء سؤالاً واحداً. أين كان موقع الفاروق العدل عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين في بداية الرسالة المحمدية. ألم يكن في خندق الكفار المعاندين لوحدانية الله.. وأين كان خالد بن الوليد سيف الله المسلول. قبل أن ينعم عليه المولي عز وجل بازاحة الغشاواة عن قلبه وعينه. ألم يكن في نفس الخندق الكافر بل وازهق العديد من أرواح المسلمين. قبل أن يدخل في دين التوحيد ويسلم للمصطفي صلي الله عليه وسلم.. اتقوا الله في وطنكم أيها المتلاعبون واغتنموا الفرصة لبناء جسور الديمقراطية ونهضة مصر.