أفرزت الثورة فصيلا جديدا من البشر لا علاقة له بالسياسة وليس لديه أي خلفية دينية.. لكنه استغل الحراك الموجود علي الساحة وراح أعضاؤه يبحثون عن فريق ينضمون إليه أو جماعة يلتحقون بها. انهم مجموعة من المتسلقين.. فكرهم يتسم بالسطحية.. وثقافتهم تتميز بالدونية.. لكنهم أصحاب صوت عال يسعون لفرض آرائهم علي الغير والدفاع الشرس عن فريقهم أو جماعتهم سواء بالقول أو الفعل.. والقوة إذا لزم الأمر. أدي هذا إلي فوضي وانفلات أخلاقي بين الناس.. بل أحدث انقساماً بين الجميع.. ونشاهد هذا يومياً داخل مقار عملنا وعلي المقاهي وفي المواصلات العامة وأيضاً في الجلسات الخاصة والعامة.. وأصبح الجميع خبراء في السياسة أساتذة في تحليلها.. بل وأصحاب رؤيا مستقبلية لما ينتظر البلاد والشعب مع هذا.. أو ذاك. هذه الفوضي تدل علي أن هؤلاء وأولئك لا يعرفون معني الديمقراطية وأنها بالنسبة لهم مجرد كلمة تلوكها السنتهم دون وعي بمعناها والتزاماتها.. وهم جميعاً يطالبون بها لانفسهم ويطمعون في مزاياها.. أما الغير فعليه الانصياع لآرائهم.. وهذه قمة الديكتاتورية. لقد قادنا الخلاف في الأشهر الماضية إلي التخوين وتبادل الاتهامات والاساءة إلي الاخر دون سند أو دليل.. فهل تقودنا هذه الفوضي الأخلاقية إلي التناحر والتقاتل الذي يسعي إليه المتسلقون.. وتتحول البلاد إلي ساحة قتال!!! نحن جميعاً نرفض هذا.. وهذا الشعب الأصيل لن يرضي بدخول البلاد في فوضي هدامة.. وعلينا جميعاً كقيادات سياسية أو رموز وطنية أو قوي شعبية أو أجهزة مختلفة أن ننشر الوعي السياسي وشرح معني الديمقراطية وتوضيح معني حرية التعبير بين المواطنين.. وعلي هؤلاء جميعاً أن يكونوا قدوة للجميع.. والامتثال لرأي الأغلبية.. مع التأكيد علي حريتهم في التعبير والانضمام إلي إرادة الشعب أو حمل راية المعارضة. وأخيراً علينا جميعاً أن نتكاتف لتحقيق مصلحة مصر أولاً.. وتقديم الصالح العام علي المصالح الشخصية أوالخاصة أو الحزبية.. لأننا جميعاً إلي زوال.. أما مصر فهي باقية إلي الأبد بإرادة الله ودعاء أبنائها المخلصين وأعمالهم الصالحة.