لقد كان يوم الجمعة الماضي يوما حزينا لكل مصري ومصرية، فما شهدته منطقة العباسية في هذا اليوم من أحداث مؤسفة ومحاولات بعض المتظاهرين اختراق السياج الأمني لوزارة الدفاع وقطع الطرق وتعطيل مصالح العباد لهو شيء محزن ويثير الدهشة والعديد من التساؤلات لأننا لو استعرضنا تطورات الأمور علي أرض الواقع لن نجد أي مبرر لافتعال هؤلاء هذه الأحداث الفوضوية التي لا يمكن لأي عاقل علي أرض هذا الوطن القبول بها.. لقد أصبحنا علي مقربة من اختيار رئيس منتخب لمصر يأتي بإرادة شعبية خالصة من أجل إدارة دفة شئون البلاد فلماذا اللجوء من قبل البعض لإحداث الفوضي وإشعال الفتنة في البلاد.. إن ثوار مصر الحقيقيين هم من يحافظون علي هيبتها ويمارسون حقهم في التعبير عن آرائهم دون تجاوزات وفي إطار احترام القانون وحريات الآخرين.. لقد أكد المجلس الأعلي للقوات المسلحة مرارا علي إصراره علي إجراء انتخابات الرذاسة في المواعيد المقررة وضمان نزاهة الانتخابات وتسليم السلطة للرئيس الجديد فور أدائه اليمين الدستورية أيا كان شخص الرئيس القادم. ومن ثم فعلينا جميعا اغتنام الجائزة الكبري التي أصبحت قاب قوسين أو أدني منا وهي التركيز علي انتخابات الرئاسة لكي نعطي صوتنا لمن يتحمل المسئولية بصدق وأمانة، وعلينا الابتعاد عن الممارسات الفوضوية التي قد تحرق الجميع علي أرض مصر.. إن مصر دولة الحضارة علي مر التاريخ أمانة في رقبتنا جميعا وعلينا الذود عنها والدفاع عن كرامتها وهيبتها، ووطننا الحبيب ينادينا لكي نتكاتف جميعا من أجل بناء صرح الديمقراطية الذي يتدعم بصياغة دستور يعبر عن إرادة الشعب ويليق بمكانتنا بين الأمم. مصر لا تستحق منا التهاون في حقها ولابد أن نقف جميعا يدا واحدة في وجه أي شرذمة تريد أن تلحق بها الشر والأذي.. إنني علي ثقة بأن غالبية أبناء الوطن غير راضين عما حدث أخيرا يوم الجمعة الحزين، وإنني علي يقين بأن مصر بشعبها العظيم سوف تجتاز هذه المرحلة الصعبة بنجاح وسوف تظل راياتها خفاقة ترفرف في عنان السماء.