التصريح الذي نشرته الصحف والمواقع الالكترونية قبل إجراء الأنتخابات منسوبا لعمر سليمان نائب الرئيس السابق والمرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة حول امكان وقوع انقلاب عسكري إذا فاز بمنصب الرئيس إحدي الشخصيات التي تنتمي للتيار الإسلامي. جاء بمثابة صفعة علي وجه الديمقراطية.. أو ركلة في مؤخرتها.. ويمثل ردة سياسية تعود بنا إلي عصور الديكتاتورية والحكم بالحديد والنار! ولا أقول هذا الكلام ضد فكرة الأنفلات العسكري تقليلا من الدور الوطني لقواتنا المسلحة العظيمة أو تشكيكا في مدي قدرة هؤلاء القادة الذين تحملوا المسئولية في أصعب الظروف وأحلك المراحل وإنما باعتبار ان حكم البلاد ولعبة السياسة ليسا من المهام المنوطة بالجيش الذي يتولي مهام لا تقل خطورة وأهمية وهي الدفاع عن الوطن والذود عن مقدساته. وقبل تصريح عمر سليمان بأيام صدرت تصريحات من بعض المنتمين للتيار الإسلامي لا تقل خطورة ولا تجاوزا عن تصريحات عمر سليمان. حيث قال أحدهم واسمه الدكتور حسام أبوالبخاري المتحدث باسم التيار الإسلامي العام.. ان جميع الفصائل الثورية الإسلامية قررت النزول للشارع والثورة من جديد إذا فاز الفريق أحمد شفيق برئاسة الجمهورية حتي ولو من خلال انتخابات نزيهة ودون تزوير!! "هذا الكلام منسوب للرجل علي الإنترنت في تصريحات ل "الوطن"". ولا جدال في ان هذا الكلام يحمل في طياته ما هو أقوي من المتفجرات والألغام المزروعة علي طريق الديمقراطية التي نحلم بها جميعا.. وتتحدي الإجماع الشعبي. لو قدر - جدلا - فوزق شفيق بالرئاسة في انتخابات نزيهة ودون تزوير!! وإذا قدر وكان كلام سليمان صحيحا - مع أني استبعد ذلك تماما ولو صح ما يقوله "البخاري" فمعني ذلك اننا سوف ندخل في سلسلة من الفوضي لا أول لها ولا آخر! وربما جاءت تصريحات الرجلين ضمن الحرب الدعائية والنفسية التي يمارسها المتنافسون في لعبة الانتخابات وسعي كل طرف لتخويف الناخب من اعطاء صوته للمرشح المنافس.. لكن هل يمكن ان تدخل الحرب النفسية سواء من هذا الطرف أو ذاك في هذا المنزلق الخطير الذي لا يراعي ما قد يترتب علي ذلك من بلبلة للرأي العام وادخاله في دائرة من الرعب والذعر لا يعلم مداها إلا الله خصوصا وان اغلب الناس قد انهكتهم الفترة الماضية بما فيه الكفاية ويبحثون عن شعاع أمل يضيء لهم الطريق نحو الاستقرار واستعادة حياتهم الطبيعية بل والتطلع للمستقبل بالتفاؤل والبشر؟! وإذا كان كل من الطرفين يلوح بما بين يديه من أوراق ويهدد بها.. ففي اعتقادي ان أيا منهما لا يستطيع اللعب بهذه الأوراق علي أرض الواقع.. فالمواطن لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من المعاناة ولن يسمح لأحد بأن يتلاعب بمقدراته في صورة ثورة ثانية أو غيره. ما دام هذا الرئيس أو ذاك قد جاء بمحض الاختيارالحر.. كما أن العالم لم يعد يقبل بالانقلابات العسكرية التي ولي زمانها.. ولم تعد أي دولة بمعزل عن هذا العالم. خصوصا إذا كانت بحجم ومكانة مصر. وبالتالي فإن أي انقلاب عسكري لن يكون محل ترحاب وسوف يدخلنا في عزلة دولية تزيدنا معاناة علي معاناة! لكن وسط هذا القصف المتبادل تخرج علينا أصوات عاقلة ورزينة وتقدر حجم المسئولية.. فإذا باللواء محمد العصار عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة يدلي بتصريحات عشية الانتخابات يقول فيها ان القوات المسلحة ليست بديلا للشرعية وسوف تنقل البلاد إلي دولة مدنية وتسلم الحكم لسلطة منتخبة من الشعب مؤكدا أنه لن يتم السماح بأي فوضي أو خروج علي القانون بعد الانتخابات.. وعلي الجانب الآخر يخرج الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب بعد الادلاء بصوته في لجنة الانتخابات ليقول ان مجلس الشعب سوف يتعاون مع رئيس الجمهورية القادم أيا كان. هذا هو الفرق بين الكلام المسئول.. والكلام غير المسئول! ** أفكار مضغوطة: لا يستطيع أحد اعتلاء ظهرك.. إلا إذا انحنيت! "مارتن لوثر كنج"