أخشي أن يأتي اليوم الذي يتحول فيه المجتمع المصري إلي ميليشيات مسلحة! وأخشي أن يأتي اليوم الذي نتشبع فيه بالثقافة الأمريكية القائمة علي الصراع والعنف وحمل السلاح! لقد انتشرت الأسلحة النارية خصوصاً بعد الثورة وأصبحت في أيدي الكثير من المواطنين.. وتزايدت ظاهرة إطلاق النار في الأفراح والمناسبات وتحولت حيازة السلاح إلي مظهر من مظاهر التفاخر وفرض السطوة علي الآخرين.. بل وإرهابهم! وتجارة الأسلحة باتت من الظواهر البارزة.. وتفوقت علي تجارة المخدرات.. وأصبح كل من يملك الفلوس بإمكانه أن يشتري سلاحاً وبدون ترخيص.. ولعل الكثير من الناس أصبحوا يستيقظون من نومهم مفزوعين في الهزيع الأخير من الليل علي أصوات طلقات الرشاشات والبنادق الآلية التي يقوم أصحابها بتجربتها في هذا التوقيت.. بعد شرائها! ولا جدال في أن الغياب الأمني الملحوظ هو من العوامل التي ساعدت علي انتشار هذه الظاهرة. ناهيك عن حالة الفوضي والانفلات التي تفشت في المجتمع! الأخطر من ذلك هو انتشار عمليات تهريب الأسلحة الثقيلة إلي داخل البلاد! وفي الآونة الأخيرة أصبحت أخبار القبض علي مهربي مثل هذه الأسلحة من الأمور المعتادة.. وأصبحنا نقرأ عن ضبط مدافع مضادة للطائرات وصواريخ ومدافع جرينوف بعيدة المدي ومنصات إطلاق وأسلحة آلية وذخائر.. وبكميات كبيرة!! ومن المسلم به.. أن ما يتم ضبطه ليس كل ما يتم تهريبه.. بل إن نسبة ما يضبط أقل بكثير مما يتسرب إلي داخل البلاد.. وهذا ليس علي مستوي مصر فقط. بل علي مستوي العالم كله. لقد كان حادث ضبط مطواة "قرن غزال" أو فرد خرطوش محلي الصنع مع مسجل خطر يحتل مساحة كبيرة علي صفحات الجرائد.. والآن أصبح مثل هذا الحادث لا يساوي شيئاً.. وربما لا يمثل خبراً جديراً بالنشر ولا يجد له مكاناً سوي سلة المهملات بعد انتشار أخبار ضبط الأسلحة الثقيلة والعصابات التي تتولي تهريبها! الظاهرة خطيرة وتهدد الأمن القومي للبلاد خصوصاً أننا نمر بمرحلة من "السيولة" وفقدان الانضباط.. وإن لم نبادر بوقفة حازمة ضد عمليات تهريب السلاح.. وما لم نحشد كل القوي والإمكانات لمواجهة هذه الظاهرة المدمرة.. فسوف ندفع الثمن غالياً.. وغالياً جداً.. ونعض أصابع الندم بعد أن تكون الخيوط قد أفلتت من أيدينا!! * أفكار مضغوطة: الشخص الوحيد الذي أعرفه ويتصرف بعقلانية هو "الترزي" حيث يأخذ مقاساتي في كل مرة يراني.. أما الآخرون فيأتون بمقاييسهم القديمة ويتوقعون أنها تناسبني أو أنني أناسبها..!! جورج برنارد شو