يوم الثلاثاء الماضي .. ألقت الشرطة البريطانية القبض علي عدد من الأشخاص ينتمون إلي حركة " احتلوا بورصة لندن" .. وذلك بعد أن حاولت مجموعة تضم حوالي مائة شخص إقامة معسكر لهم أمام مقر البورصة في وسط لندن. وقالت الحركة في بيان لها .. إنها حاولت إقامة معسكر أمام البورصة بعد المظاهرات التي تم تنظيمها أمام البورصة بمناسبة عيد العمال الذي يوافق أول مايو. وكانت محكمة بريطانية قد حكمت منذ عدة أشهر بإزالة معسكر سابق للحركة أمام كاتدرائية سان بول بالقرب من البورصة. يحدث هذا في أعرق الدول الديمقراطية .. سواء في بريطانيا أو في أمريكا. حيث يتم إلقاء القبض علي من يحاول إقامة معسكرات للتظاهر في الميادين العامة أو يحاول تعطيل عجلة العمل أو التأثير علي الحركة الاقتصادية .. حيث تم من قبل اعتقال عدد من أعضاء حركة "احتلوا وول ستريت" في حي المال والأعمال بنيويورك في الولايات المتحدة! أما عندنا .. فقد أصبحت الميادين كلها بلا استثناء "سداح مداح" حسب التعبير الدارج .. وإذا حاول رجال الشرطة التدخل أو حتي الوقوف لتأمين المنشآت والمباني. اعتدي عليهم المتظاهرون والمقيمون في المعسكرات والخيام باللفظ والفعل وأطلقوا عليهم الحجارة وقنابل المولوتوف واشتبكوا معهم. حتي دون أن يبادروا بإخلائهم. وقد شاهدنا بأعيننا الفوضي المتمثلة في إقامة الخيام بميدان التحرير وميدان العباسية. حيث تم تعطيل مصالح الناس بالعباسية .. واختلط الحابل بالنابل ولم يعد بمقدور العين ولا العقل التفرقة بين البلطجي وبين من يتظاهر لغرض سياسي أو فئوي! ولا شك أن ميدان العباسية تحيط به الكثير من هيئات ومؤسسات الدولة. ومنها المنطقة العسكرية المركزية ووزارة الدفاع وأكاديمية الشرطة وغيرها. الأمر الذي يعطي لهذه المنطقة حساسية خاصة. فيما يتعلق بهيبة الدولة. والحفاظ علي كيانها! وقد حاول المتظاهرون حسبما رأينا علي شاشات التليفزيون - الاعتداء علي الجنود واقتحام مقر وزارة الدفاع .. فأي اجرام هذا .. وأي تطاول .. وأية فوضي .. وأية تجاوزات تلك؟! بالطبع كان لابد لقوات الأمن الموجودة في المكان والمكلفة بمهمة حماية المنشآت الخاصة بوزارة الدفاع أن تتدخل لمنع هذا العبث .. ووضع حد لتلك الفوضي وتطهير الميدان من الخارجين علي القانون. إن الرأي العام المصري يدين هذه السلوكيات الغوغائية من جانب هؤلاء البلطجية الذين يحاولون تصعيد الأمور لصالح أشخاص بعينهم لا يهمهم سوي مصالحهم الضيقة .. حتي لو وصل الأمر إلي حد هدم كيان الدولة والتطاول علي جيش مصر. أي ثائر وطني لا يرضيه ذلك .. ولابد من وقفة حاسمة لقطع دابر الفتنة .. ووأدها قبل أن تمد بجذورها في تربة الوطن وقبل أن تصبح الغلبة لعصا البلطجية وقطاع الطرق .. خصوصا بعد أن تواري الثوار ليحل مكانهم المجرمون وأرباب السوابق! وإذا كانت بريطانيا وأمريكا وهما من معاقل الديمقراطية في العالم تتعاملان بحسم مع كل من يخالف القانون أو يعرض مصالح البلاد للخطر .. فلسنا أقل منهما شأنا ولا سيادة علي أرضنا .. ولن يسمح مصري واحد بالعبث بأمن الوطن والمواطن. ** أفكار مضغوطة: لا تجعل ثيابك أغلي شيء فيك. حتي لا تجد نفسك يوماً أرخص مما ترتدي! "جبران خليل جبران"