تصاعد التوتر في احتجاجات تشهدها ثلاث مدن امريكية ضد بورصة وول ستريت وفساد المؤسسات المالية الكبري, حيث رفض المعتصمون في بورتلاند وسولت ليك سيتي وأوكلاند أوامر الشرطة بإزالة خيامهم.وسط احتمالات بقرب حدوث مواجهات وأعمال عنف بين الجانبين قريبا. ففي بورتلاند, قالت الشرطة: إنها تلقت تقارير بأن المحتجين يحصنون مواقعهم ويصنعون أسلحة من الخشب والمسامير بعد أن أمهلهم رئيس البلدية سام أدامز حتي اليوم- الأحد- لمغادرة متنزهين في وسط المدينة. وأعربت الشرطة اعتقادها بأن منظمي حركة احتلوا بورتلاند طلبوا تعزيزات من أوكلاند وسياتل وسان فرانسيسكو في إطار استعدادهم للمواجهة, لكن منظمي الحركة نفوا ذلك تماما. وفي سولت ليك سيتي, تعهد منظمو الاحتجاج بمقاومة أوامر قائد الشرطة كريس بوربانك بإخلاء متنزه بايونير في وسط المدينة خلال ساعات. وفي أوكلاند, قال المنظمون إنهم يعتزمون البقاء في ميدان فرانك أجاوا قرب مبني المجلس البلدي رغم تزايد ضغوط السلطات. في الوقت نفسه, تظاهر أمس70 بريطانيا من المنتمين لحركة احتلوا العالمية المناهضة للرأسمالية في مدينة كارديف بمقاطعة ويلز, وذلك في اطار الاحتجاجات علي ممارسات البنوك وجشع المؤسسات التجارية الكبيرة. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أن المتظاهرين تجمعوا في وسط المدينة قبل أن يعبروا الطريق وينصبوا خيامهم أمام قلعة كارديف. وطلبت شرطة جنوب ويلز من أفراد هذه المجموعة مغادرة المكان بسبب انتهاكهم للقوانين المحلية, ولكنهم رفضوا, مما أدي الي حدوث مواجهات بين الجانبين. وأشارت التقارير إلي أن المتظاهرين كانوا يوزعون منشورات تدعو إلي إعادة هيكلة الاقتصاد, وللاحتجاج علي عدم المساواة بين طوائف المجتمع. من جانبه, أكد فرانسيس مود وزير شئون مجلس الوزراء البريطاني في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز أن الحكومة البريطانية لن تخصم شيئا من رواتب موظفي القطاع العام إذا قصروا إضرابهم المزمع بسبب إصلاح المعاشات في30 نوفمبر الحالي علي15 دقيقة. وتخوض الاتحادات العمالية معركة مع الحكومة الائتلافية التي يقودها المحافظون بسبب خطط الحكومة لتنفيذ إصلاحات في اطار خفض النفقات للمعاشات في وقت يقلص فيه الوزراء مئات الآلاف من الوظائف في القطاع العام ويجمدون الرواتب. وفي فرنسا, تجمع المئات من الفرنسيين أمس الأول في حي الأعمال والبنوك بمنطقة لا ديفانس القريبة من العاصمة باريس احتجاجا علي الأوضاع الاقتصادية في البلاد, وذلك علي خطي حملة احتلوا وول ستريت. وقام المشاركون في المظاهرة التي دعت إليها عدة جهات من بينها جمعية احتلوا باريس بنصب الخيام في الحي الذي يحتضن مقر كبريات الشركات العملاقة في فرنسا وأيضا البنوك الفرنسية الكبري, مؤكدين أنهم سيحتلون حي الأعمال حتي تتوقف إجراءات التقشف وإقامة الديمقراطية الحقيقية وبناء عالم آخر ووضع نهاية لحالة عدم المساواة الاقتصادية. من ناحية أخري, أدت المصادمات التي وقعت أمس الأول بين متظاهرين من القوميين اليمينيين من جهة واليساريين من جهة أخري في شوارع العاصمة البولندية وارسو إلي جرح ما لا يقل عن18 شخصا, بينما ألقت السلطات الأمنية القبض علي100 من الجانبين. وقال شهود عيان إن المصادمات شارك فيها أيضا ألمان من اليساريين المستقلين الذين سافروا إلي بولندا خصيصا للمشاركة في المظاهرة المضادة لليمينيين. وكان تكتل من جماعات يسارية مختلفة قد احتل في البداية أحد ميادين وسط العاصمة وارسو ليحول دون قيام مسيرة الاستقلال التي أعلنت عنها العديد من القوي القومية اليمينية والجماعات القومية الأخري بمناسبة يوم استقلال بولندا. وبعد أن رشق حليقو الرؤوس قوات الأمن بالحجارة والمواد المشتعلة, لجأت قوات الأمن إلي استخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية ضد المتظاهرين. وشارك في مسيرة الاستقلال اليمينية عدة آلاف من المتظاهرين الذين جاء كثير منهم من خارج البلاد, حيث انتقل بعضهم من المجر والبعض الآخر من كرواتيا وصربيا وسلوفاكيا.