لاشك أن كرامة الإنسان المصري قد تعرضت للامتهان طوال الثلاثين عاماً التي حكمنا فيها مبارك.. تعرض المصري لامتهان كرامته وهو يسعي لتوفير لقمة عيشه وهو يبحث عن علاج لأمراضه وآلامه وهو يحاول توفير موارد مادية من أجل تعليم أولاده. ومن أجل الدروس الخصوصية ومن أجل توفير مكان وسكن يقيم فيه ومن أجل توظيف أولاده الذين يتخرجون من المدارس والجامعات ويجلسون في البيت عالة عليه وعلي المجتمع. لقد أهان مبارك كرامة المصريين داخل البلاد بعد أن نهب ثرواتهم وأفسد حياتهم وأفسد الهواء الذي يتنفسه الناس.. كما أهان كرامتهم خارج مصر وجعلهم يقبلون الذل والهوان والظلم في مختلف الدول العربية التي يذهبون إليها هرباً من جحيم الحياة في مصر في عصر مبارك وطلباً للرزق الذي حرموا منه في بلادهم ونهبه النظام واذياله وحواريوه ونصابوه وفاسدوه. لقد تحمل معظم العاملون في الخارج وخاصة في السعودية ودول الخليج مراراً ما لا يتحمله أحد وصبروا علي أوضاع وممارسات لا يصبر عليها أي شعب علي وجه الكرة الأرضية من أجل الحصول علي حياة شبه كريمة لأسرهم في مصر التي تربع علي عرشها عصابة كبيرة أتت علي الأخضر واليابس. ليست هذه المرة الأولي التي يتعرض فيها مصري للظلم واهدار الكرامة وأقصد بذلك السيد الجيزاوي المحامي المصري وقد كان قبله العديد والعديد ولا يقتصر الأمر علي تهمة ملفقة ترمي بالمصري في سجون البلاد العربية بلا محاكمة ولكن يفوق كل ذلك اجهاض حقوقه ومعاملته بشكل سييء للغاية وكم عاني المصريون من نظام الكفيل الذي يمتص ويسرق عرقهم ويحبسهم بسحب هوياتهم. لا أعرف لماذا عندما أتذكر الكفيل السعودي يخطر علي بالي العساكر المجندون الغلابة الذين يرمي بهم حظهم العاثر الي وزارة الداخلية حيث يستخدمهم بعض معدومي الضمير والأخلاق من الضباط وخاصة الرتب العالية في العمل في بيوتهم بالسخرة ينظفون شققهم ويصلحون حماماتهم ويقومون بأعمال السباكة والكهرباء والبياض وغيرها وكان علي رأس هؤلاء وزير الداخلية نفسه حبيب العادلي الذي استخدم هؤلاء المجندين لأعمال خاصة قدرت فيها أجورهم لو أخذوها عن إحدي فيللاته بثلاثة ملايين جنيه.. أخذ العسكر من المعسكر وأداء الواجب الي السخرة في عزب اللي جابوه.. وهذا في حد ذاته امتهان لكرامة هؤلاء الجنود وامتهان لشرف الجندية وكرامة المواطن. لقد فعلوا مثلما فعل العرب ولكن الآن نظام مبارك انتهي ولن يرضي مصري بأحد يقترب من كرامته وحقوقه.. لقد تحرر المصريون بثورتهم ولن يعيشوا إلا أحراراً..