كلما أحاول التعليق علي نقل الأحداث الرياضية في مصر والاستعداد للدورة الأولمبية بلندن خلال هذا الصيف أجد أن حادث بورسعيد المشئوم يجرني نحوه خاصة فيما يخص مدينة بورسعيد وأقف حائرا بين مطالب أبناء المدينة الحرة برفضهم قرار الهبوط للدرجة الثانية وبين الأصول الاخلاقية والإنسانية لمساندة أسر الشهداء لتعويضهم ولو بجزء يسير من فقدهم لفلذات أكبادهم وعدم ربط الرياضة بكل لوائحها بالسياسة بكل اضابيرها وأساليبها التي تصل في بعض الاحيان إلي لي الحقائق. وإذا كان المجتمع الكروي كله وبلا استثناء يطالب بمعاقبة النادي المصري جنباً إلي جنب بانزال اقصي عقوبة علي الجناة الذين تلوثت ايديهم بدماء الشهداء فإنه علي الجانب الآخر لا نغفل جانب الرأفة والرحمة وبحث كيفية التعويض. ولن يأتي ذلك إلا من خلال عقول راجحة تفرق بين العدل والرحمة ولا تغفل أحدهما.. من هنا فقد خرجت أفكار راجحة تتحدث بالعقل حول قضية بورسعيد وتناقش الأمور بعيدا عن الاستفزاز والتهديد واللجوء إلي البلطجة والتحطيم وانزال الخسائر علي مواقع حيوية يصعب تعويضها كما أسمع الآن من تهديدات تصل إلي ايقاف العمل بقناة السويس إذا ما تقرر هبوط النادي المصري في تصرف أقل مايقال عنه إنه تصرف مجنون. في حين خرجت بعض الكلمات الهادئة والتصرفات العاقلة التي سوف تؤدي إلي تحقيق المطلوب وهو العدل والحق إلي جانب العقاب أيضا. وشدني البيان الذي أصدره رجل الأعمال العاقل كامل أبو علي رئيس النادي المصري المستقيل معلنا استمرار دعمه للنادي بالتراجع عن فكرة الاستقالة ويطالب الجماهير بالهدوء وعدم الانفعال والانسياق وراء الشائعات أو الخروج عن النص لتفويت الفرصة علي المتربصين الذين ينتظرون أي هفوة ليملأوا الدنيا صراخاً. كلام عاقل ومتزن ويؤدي إلي تنفيذ كافة الطلبات بالتوضيح والتعقل خاصة عندما أشار أبو علي إلي حق الشهداء يكون بالقبض علي الجناة الحقيقيين وليس بتوقيع عقوبات استثنائية علي ناديهم الذي يعد المتنفس الوحيد لمدينتهم. وعلي الجانب العاقل الآخر أكدت مجموعة من أعضاء النادي المصري أنهم علي استعداد للتوجه إلي الأهلي مع كبار رموز النادي لتقديم الاعتذار علي ما اقترفته بعض من جماهيرهم وتقديم واجب العزاء.. وأفضل ما جاء من العقلاء أنهم أكدوا أيضا أن زيارتهم للأهلي ليست لها علاقة بالعقوبة المنتظرة علي ناديهم من نقل مباريات أو عقوبات علي الجماهير أو غلق ملعبهم لأي عدد من السنوات بعيداً عن هبوط ناديهم وحرمانه من شرف تمثيله لمدينتهم في المسابقة الكروية الكبري. وأحب أن أضيف مقترحا علي عقلاء النادي المصري عندما يتوجهون إلي الأهلي أن يحملوا معهم مشاركة النادي القاهري في تعويض أسر الشهداء ويتمثل في تقديم مبلغ من المال لا يقل عن مليون جنيه أو يزيد كما فعل النادي الأهلي الذي خسر أرواح شبابه من الجماهير ليكون هذا التصرف هو مساهمة بسيطة عن فقد الضحايا وسوف يلقي ذلك تأييدا طيبا عند المضارين سواء في الأهلي وعند أسر الضحايا ويساهم في تخفيف حدة الاحتقان وأن أعضاء المصري في قلب الحدث وأن المصاب مصابهم أيضا بعيداً عن التهديد والتحطيم وزيادة الخسائر وعلو الأصوات الذي ليست له إلا نتيجة واحدة هي مزيد من الابتعاد والكره وما هو أكثر وأبعد.