تنتظر مدينة بورسعيد بفارغ الصبر نتيجة التحقيقات في حادث مباراة الأهلي والمصري بعد أن أعلنت النيابة أنها سوف تحيل القضية إلي المحكمة ليبدأ محاكمة المتهمين خلال الساعات القادمة.. وسر اهتمام أبناء بورسعيد هو ما يترتب عليه من عقوبات علي فريق ناديهم خشية الشطب أو الهبوط للدرجة الأدني.. استناداً لما هو حادث الآن من فرض عزلة علي المدينة وعدم تعيين محافظ بعد مضي شهر كامل.. واستقالة مجلس الإدارة وإغلاق ملعب الاستاد أمام تدريبات الفريق.. ثم غياب الجهاز الفني وتابعه مجموعة غيابات للاعبين وعدم وجود مسئول أو رئيس للنادي حتي الآن. كي أطمئن شعب بورسعيد فإن عقوبتي الشطب والهبوط للدرجة الأدني ليست واردة بسبب رئيسي واحد أن فريق الكرة غير مذنب وليس له دخل فيما حدث.. ولم يسمع أحد أو يستدعي أي طرف من الفريق للسؤال عما جري من البلطجية بعد المباراة.. ولم يلحظ أي متابع أو محقق وجود لاعب أو إداري أثناء الهجوم الغادر علي جماهير الأهلي والذين شوهدوا فقط من الفريق هما التوأم حسام الذي قفز من أكتاف أنصاره الذين حملوه فرحاً بالفوز ليشارك توأمه إبراهيم الذي أتحشر بين الجماهير دفاعاً عن مدير الكرة بالأهلي سيد عبدالحفيظ محاولاً إنقاذه وفيما عدا التوأم لم يظهر أي طرف من النادي المصري باستثناء كامل أبوعلي رئيس النادي الذي أعلن عن استقالته من داخل الملعب. وعليه وكما قلت في مقال سابق فإن فريق الكرة بالنادي المصري بريء تماماً من الجريمة ومع ذلك فإنه لن يسلم من العقوبة التي لم يرتكبها ولكن قام بها مجموعة من جماهيره محسوبة عليه لذا لن تخرج العقوبة عن غرامة مالية كبيرة.. ونقل مباريات خارج المدينة وأداءها بلا جماهير لحرمانهم من تشجيع فريقهم علي ما اقترفه زملاء لهم من جريمة راح ضحيتها أرواح مهما بلغ عددهم. ويسألون في بورسعيد؟ وأين يلعب الفريق إذا كان الجميع يخشي استضافتهم؟ أقول: إن فريق المصري مرحب به في أي مكان في مصر حيث لا ذنب له فيما حدث ويمكن أن يلعب في أقرب مناطق حوله بلا خوف خاصة إذا كانت مبارياته أثناء فترة العقوبة التي يحددها اتحاد الكرة ستكون بلا جماهير وهناك الإسماعيلية والسويس والمنصورة والمحلة فلن يمانع أحد. هنا لابد من نصيحة وأوجهها لجماهير بورسعيد التي عليها أن تتحمل العقوبة مهما طالت لأنها أولاً ستكون نوع من القصاص للشهداء الذين اريقت دماءهم علي أرض استاد مدينتهم.. وأيضاً من أجل مصلحة فريقهم حتي نهاية مدة هذه العقوبة ويعود الفريق إلي مكانه الأصلي. تبقي بعد ذلك حكاية إدارة النادي الذي لم يقدم استقالة رسمية كما علمت ولكنها كانت استقالة شفهية لا وجود لأصولها.. ومع ذلك فإن الاستقالة كانت تصرف خاطئ تماماً حيث كان المطلوب التمسك بالمكان ومواجهة الموقف بشجاعة خاصة أنهم وفريقهم غير مذنبين ولم يوجه أي اتهام إليهم كما أنه كان من الواجب المشاركة في مشاطرة الأهلي مثل كل الذين شاركوه أحزانه بل إن مشاركة مجلس المصري بالذات سوف تحقن الغضب وتخفف الحزن وحبذا لو أنها تحولت إلي مشاركة ملموسة بالمساهمة في صندوق الشهداء الذي أنشأه الأهلي والتبرع بمبالغ كبيرة تعويضاً لما حدث علي أرض ناديهم. والآن المطالبة بعودة كامل أبوعلي لموقعه كرئيس النادي هي مطالبة مشروعة وواجبة بل عودة كل المجلس لمواجهة الموقف من جميع جوانبه في مسئولية الفريق ومتطلباته.. وكذلك مواجهة العقوبة المالية إذا كانت ستوقع علي النادي.. وضرورة توحيد الجهود لجمع الشمل وإنما قد أكد أن ذلك سوف يعيد المدينة كلها إلي طبيعتها وهو قطعاً أفضل من البكاء علي اللبن المسكوب.