* لنا ان نتساءل لماذا الآن فقط أصبح التصوير في المساجد ممنوعا ولماذا الآن فقط أصدر مكتب وزير الأوقاف هذا القرار؟! مع ان قبل وأثناء الثورة لم يتحدث أحد عن هذا الموضوع ولم تصدر فتوي بأن التصوير في المساجد حرام شرعا ولم يتعرض أي من منتجي الأفلام أو البرامج أو غيرها لهذا الموقف بدليل ان هناك عشرات الأفلام كانت تصور مشاهد لها في المساجد والزوايا وبعض البرامج التليفزيونية كانت فكرتها الأساسية مرتكزة علي التصوير داخل المساجد وخاصة الأثرية منها. * من الواضح ان هناك تعسفا في هذا القرار في هذا الوقت بالذات وقد يري البعض ان هناك نوعا من الممالأة والنفاق للحكام الجدد أصحاب المرجعيات الإسلامية وفي رأيي ان كان هذا صحيحا فانها ممالأة موظفين ليس الا. * لأنهم لو راجعوا الإخوان المسلمين أنفسهم ولو طلب أحد رأيهم في ذلك لما اعترضوا علي التصوير في المساجد فالإخوان مثلا في صدد تصوير مسلسل جديد أو فيلم عن حياة مؤسس الجماعة حسن البنا فأين سيصورون مشاهد تواجده في المساجد. * وخطبه وجلساته وهل سيقوم الشيخ الموظف وقتها باصدار فتوي مخالفة ورأي مخالف من أجل تصوير أعمال الإخوان في المساجد.* لن يعجز مخرج فيلم "فرش وغطاء" الذي رفض طلبه بالتصوير في مسجد السيدة نفيسة عن بناء ديكور يقدم فيه مشهده وهو مشهد يلجأ فيه أحد الثوار للاحتماء ببيت من بيوت الله ليس فيه خروج عن مألوف أو شيء يدنس قدسية المكان ولا اعتقد ان هناك "مخرج عاقل" يلجأ الي تصوير بعض مشاهده في مسجد ان يخالف قدسية المساجد ولا اعتقد ان عشرات الأفلام التي صورت مشاهد في مساجد خالفت حرمة المسجد وقدسيته وقدمت شيئا يقلل من هذه القدسية. * لكن من أصدر قرار المنع وعممه لم يعرف حتي ماهية المشهد المطلوب تصويره ولم يرحب حتي بمعرفته وفي رأيي ان هذا القرار يأتي في غير موقعه ولا محل له من الاعراب ومن اتخذه لم يعرف ان المساجد والجوامع جزء لا يتجزأ من الحياة المصرية التي تصورها السينما واذا راجع العلماء الحق لعرف ان التصوير جائز مالم يتعرض لقدسية المكان وما لم يكن هناك مشاهد تنافي الإسلام وجوهره. * اعتقد ان هذا الأمر لو عرض علي فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة لا صدر فيه فتوي مفيدة واتمني ان يلجأ إليه صناع السينما.