الكيلو 26 الدولي بالإسكندرية.. دولة للبلطجية.. فهناك عصابات ثابتة ومتحركة.. متخصصة في السرقة وأعمال النهب وقطع الطرق لسرقة السيارات الملاكي والنقل وهي مصيدة للغلابة والبسطاء!! أكثر من 40 ألف نسمة يعيشون كالأسري بالكيلو 26. حياتهم ومصيرهم في أيدي البلطجية والخارجين علي القانون يواجهون الموت كل ثانية.. ويتعرضون للسرقة بالإكراه تحت تهديد الأسلحة! البلطجية يستخدمون الأسلحة الآلية. والخراطيش لسرقة السيارات. أما السيوف والسنج والمطاوي والشوم فمخصصة للأهالي. لأن من يعترض علي سرقته بالإكراه يكون مصيره الموت في الحال!! الكيلو 26 الدولي يربط الإسكندرية بمدن برج العرب والحمام ومطروح والطريق الساحلي لذلك سيطر عليه البلطجية ليكون مرتعا ومجالا خصبا لكافة أنواع السرقة. وهم مسلحون بالأسلحة المهربة من ليبيا والمسروقة من أقسام الشرطة!! حاول الأهالي عمل بوابة أسمنتية بالجهود الذاتية لصد هؤلاء البلطجية لكنهم فشلوا في ظل غياب كامل وتام لأجهزة الأمن التي تركت المنطقة تحت نفوذ الميليشيات المسلحة والتي فرضت الإتاوات عليهم. وحتي المساجد لم تسلم من السرقة فقد جردوها من الفرش. تضم المنطقة الموجودة بالكيلو 26 أكثر من ستة آلاف وحدة سكنية بمساحات مختلفة لمحدودي الدخل والمعدومين بالمحافظة!! يشغل الأهالي حوالي 4000 وحدة والباقي في أيدي البلطجية يتم بيعها وتأجيرها لأكثر من فرد! د. أسامة الفولي محافظ الإسكندرية قال ل "المساء" إن عدد الشقق المستولي عليها بالمنطقة بلغ "283" شقة بالإضافة ل "109" شقق أخري بمنطقة طوسون. مشيرا إلي أن تكلفة هذه الشقق ذهبت أدراج الرياح بعد أن قام البلطجية باقتحامها وتكسيرها وترتب علي ذلك أن المحافظة مديونة ب 95 مليون جنيه للمقاولين الذين قاموا ببناء هذه الشقق. "المساء" عاشت يوما كاملا بالكيلو 26 في حراسة أفراد من اللجان الشعبية. لنتابع لحظة بلحظة ما يجري هناك بالصورة والكلمة حتي تتحرك أجهزة الأمن!! لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. يقول شريف الرماح: نعيش في مأساة ونواجه الموت كل ثانية حيث يمكن لأي بلطجي أن يقتحم أي شقة في ثانية ويسرق كل ما بها دون مقاومة في ظل عدم وجود أمن. يضيف "هاشم شعبان" أن البلطجية كونوا عصابات ثابتة ومتحركة لمهاجمة الشقق مدعمين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة. مشيرا إلي أنهم نزعوا نوافذ وأبواب الشقق الخالية وسرقوا الأدوات الصحية والبلاط والأسلاك الكهربائية. وتركوها خرابة ويقومون بحمل المسروقات علي عربات نصف نقل ويبيعونها لتجار الخردة!! أما أحمد الجندي فيقول لقد وصل الأمر بهؤلاء إلي قيامهم بتأجير الشقق التي اغتصبوها ب 500 و1000 جنيه حسب حالة الزبون وبأوراق مزورة. مما يتسبب في حدوث المشاجرات لأنهم يؤجرونها لأكثر من شخص. أضاف "عماد عثمان" حتي المساجد لم تسلم من العصابات فقد اقتحموها وآخرها المسجد الموجود بشارع الرماح وسرقوا محتوياته من فرش ومراوح وسماعات وحتي الكابل الكهربائي المغذي سرقوه. يلتقط طرف الحديث "خالد حسن" فيقول: اضطررنا إلي تكوين لجان شعبية لحماية الأهالي والأطفال والنساء لكن لم تفلح بسبب قوة هؤلاء المجرمين الذين يسيرون بالشوارع علنا حاملين زجاجات المولوتوف لترويع الأهالي حتي ان أغلب بناتنا وأطفالنا نفضل بقاءهم بالمنازل حماية لهم! ويشير الحاج "مالك حسن" إلي قيام هؤلاء البلطجية باستغلال الشقق الخالية كأوكار إجرامية. ولتعاطي المخدرات. ويؤكد أحمد عبدالمقصود أن الأسلحة الآلية والخراطيش المهربة من ليبيا والمسروقة من أقسام الشرطة خصصها البلطجية لمهاجمة السيارات أما السيوف والمطاوي والشوم فهي لتهديد الأهالي! أما صلاح الرماح. من الأطفال والذي انضم للجان الشعبية فيقول إنه خائف من السير بالشوارع حتي في عز النهار. مشيرا إلي مهاجمة البلطجية لتلاميذ المدارس! يحمل الحاج محمد الجداوي. عادل لبيب المحافظ الأسبق المسئولية الأولي لأنه هو الذي أهدي وأعطي الفرصة لهؤلاء البلطجية بأن يتواجدوا بالمكان والاستيلاء علي هذه الشقق حيث باعوها علي الورق لأكثر من شخص. الحاج "سيد السبع" يؤكد أن البوابة التي قام الأهالي بعملها لم تفلح في صد هؤلاء المجرمين! د. أسامة الفولي محافظ الإسكندرية قال ل "المساء": إن التعامل مع هؤلاء البلطجية والمجرمين صعب للغاية بسبب تدهور الأوضاع هناك مشيرا إلي أنه قرر عمل نقطة شرطة وأنه بالتنسيق مع مدير الأمن والمجلس العسكري قرروا عمل حملات يومية مفاجئة مدعمة بالأسلحة لمطاردة هؤلاء البلطجية وإبعادهم من الكيلو 26 الدولي نهائيا. وطمأن الأهالي أنه في غضون أيام سيعود الأمن للمنطقة. أكد د. الفولي أنه استطاع توفير "3" ملايين جنيه لإعادة تأهيل 283 وحدة سكنية بالكيلو 26 كما يتم تطوير الوحدة الصحية وبناء مدرسة جديدة!