في غفلة من الزمن.. وعندما اختفت أجهزة الأمن والرقابة بمختلف أنواعها بالإسكندرية تحول العجمي الذي كان من أهم وأكبر وأشهر المصايف بالثغر ويأتي إليه السائحون بمختلف جنسياتهم من كل بلدان العالم والمصريون من كل محافظات مصر إلي عشوائيات.. فنُهبت أراضي الدولة وعمليات الردم تمت عيني عينك علي أهم الترع المؤدية إلي العجمي ليتم تجريف الأراضي وبيعها دون أوراق أو مستندات بأسعار خيالية للمتر وليتم بناء مساكن عشوائية عليها.. ومخالفات بالجملة في الشوارع والميادين التابعة للحي! أدوار عالية تتم في أقل من 24 ساعة وشقق إضافية بالمساكن الشعبية.. وكل هذا بدون تصاريح بناء وبالمخالفة للقانون وفي مساكن طلعت مصطفي والصنية وال "إيجي كاب" التي كانت واجهة مشرفة للعجمي كله أصبحت الآن في حالة يرثي لها. حيث فرض البلطجية والخارجون عن القانون واللصوص قبضتهم علي المساكن وشوارع هذه المناطق وأباحوا لأنفسهم كل شيء.. دون أي رقابة من الحي ولا حتي من محافظ الأسكندرية الذي لم يكلف خاطره لبحث مشاكل هذه المساكن والعمل علي حلها!! تصورو الملعب الرياضي الكبير بمساكن طلعت مصطفي تحول إلي مساكن عشوائية وحتي الأرض المملوكة لجهاز حماية الدولة بمدخل مساكن طلعت مصطفي تحولت إلي غرف بيضاء صغيرة وقاموا ببيعها علي مرأي ومسمع من المسئولين بالاسكندرية ولم يتحرك أحد.. المخدرات والأسلحة تباع علناً بالشوارع. مساكن طلعت مصطفي في حراسة السيوف والمطاوي علناً. أسلاك الكهرباء ممزقة والشوارع لا يوجد بها لمبات إنارة بعد أن سرقوها وتحكموا في مياه الشرب. المخابز الموجودة سيطروا عليها ويحددون أسعار بيع الرغيف علناً. أهالي مساكن طلعت مصطفي مجبرين علي الشراء حيث يباع الرغيف الواحد ب 50 قرشاً و75 قرشاً. وشوارع مساكن طلعت مصطفي كلها لا يستطيع أحد السير فيها من ساعة الغروب حيث يقوم هؤلاء البلطجية بالتعرض للمارة وسرقتهم تحت تهديد الأسلحة.. ضاق الحال بالأهالي الذين راحوا يصرخون أمام حي العجمي لكن لا حياة لمن تنادي. "المساء" رصدت كل ما يجري بالعجمي لتنشر صورة حقيقية وواقعية لتضعها أمام محافظ الاسكندرية "د. أسامة الفولي" حتي يتحرك قبل فوات الآوان. البداية كانت منطقة القباري حيث فرض البلطجية العشوائيات علي الطريق وبالتحديد قام هؤلاء بردم ترعة المريوطية بالرمال والطوب الأحمر لتجريف الترعة المهمة للاسكندرية وبيعها أراضي بناء مجرفة بأسعار خيالية يصل سعر المتر إلي 500 جنيه. .. وواصلت الجرافات عمليات الردم بإلقاء الرمال الكثيفة ولم يتحرك أحد بالمحافظة. وعند البيطاش قام البلطجية بتقسيم الأراضي الفضاء إلي قطع صغيرة وساعدهم علي ذلك قيام أصحاب الفيلات عند البوابة "8" ما بين الهانوفيل والبيطاش بعمليات هدم واسعة لإقامة العمارات السكنية والأبراج للتربح من ورائها!! أما عند مساكن "طلعت مصطفي" فكان الوضع أكثر سواداً حيث غياب الرقابة بالكامل. يقول "إبراهيم السيد علي" خفير: أقيم بالمنطقة منذ عام 1991 من بداية وجود المساكن وكان كل شيء يسير بمنتهي الدقة ولكن كانت الصدمة اننا وقعنا في أيدي البلطجية الذين قبضوا علي مساكن طلعت مصطفي وأصبحوا يهددون الأهالي ويبثون فيهم الرعب! أضاف "الصياد محمد الصياد" خفير تصوروا أن الملعب الرياضي الوحيد الذي كان متنفساً للشباب للعبة كرة القدم بمساكن طلعت مصطفي تحول إلي مساكن عشوائية أطلقوا عليها البيت الأبيض! يتساءل أحمد جالون: اين رئيس الحي من هذه البيوت العشوائية؟ وهل يستطيع هدمها وإعادة الملعب إلي شباب المنطقة مرة أخري؟! يشير إلي أنهم سرقوا كشافات الإضاءة التي كانت تضئ الملعب لإجبار الأهالي علي العيش في الرعب. يتعجب حسين السيد فيقول اين الدور الأمني في مكافحة هؤلاء البلطجية وفرض الأمن مرة أخري بالعجمي؟ يقول محمد أحمد: اين عمل البنية التحتية لمساكن طلعت مصطفي مشيراً إلي أن هناك "100" بلوك كل بلوك 24 شقة يعيشون بدون بنية تحتية مما أدي إلي تهالك المرافق والخدمات بالمنطقة كلها. أسامة الصحاري يؤكد أن مشكلة الرغيف هي مشكلة المنطقة الأساسية حيث فرض صاحب المخبز كلمته بمساعدة هؤلاء البلطجية ووصل سعر الرغيف إلي 50 قرشاً والرغيف المدعم أصبح رديئاً وحجمه صغير لا يكفي لغذاء طفل! يري علي مهران أنه لابد من وجود دوريات أمنية لإعادة الأمن والنظام للمنطقة والمناطق التي حول مساكن طلعت مصطفي متساءلاً اين الدوريات السابقة؟ حيث كان الهدوء يسود الشوارع وكان في نظام والخدمات متوافرة. علي عبدالفضيل من شباب المنطقة يشير إلي أن خطورة الأسلاك العارية وكلها ذات ضغط عالي واسطونات البوتاجاز التي تباع بأسعار خيالية وصلت إلي 20 جنيها للاسطوانة! يؤكد عبدالمجيد شلتوت- موظف أن عمليات السرقة تحت تهديد الأسلحة علناً انتشرت حتي أصبحنا نمنع فتياتنا الخروج من ساعة الغروب. ويشير إلي أن خطورة عدم وجود خدمات وتحكم البلطجية في مياه الشرب الأمر الذي يؤدي إلي خطورة الأمر. يتساءل الأهالي اين المحافظ ومن يحاسب من حتي تختفي هذه الظواهر العشوائية من حياتنا؟. ويشيرون إلي خطورة ضياع معالم العجمي والتي أصبحت أماكن للورش العشوائية التي يتواجد فيها البلطجية. عندما توجهت "المساء" إلي حي عابدين فكان كل شيء سمك لبن تمر هندي فلا رئيس حي ولا حتي السكرتير لمواجهته بالعشوائيات التي ظهرت بالعجمي!!