لم اقرأ الكتاب بعد ولكنني أعرف محتواه وقرأت فصوله في الواقع قبل أن يطبع وعشت ظروفه كلها في أكثر من مطبوعة وكنت بحكم المهنة اطالع يوميا ما يكتب وما يكتبه رؤساء تحرير صنعهم نظام مبارك وقام بتربيتهم ورعايتهم وتغذيتهم بالأموال والمعلومات الكاذبة والاتصالات التليفونية التي كانت تفرض عليهم ما يجب كتابته والقضايا التي يجب عليهم اثارتها والشخصيات التي يجب عليهم مهاجمتها وتشويهها ومن لم يعد منهم بمكالمة تليفونية كانوا يكتفوا بارسال فاكس له يتضمن المطلوب منه وكان بعضهم بعدما يكتب في جريدته يقوم بارسال صورة منه إلي المسئول المكلف بتشغيله ليعلمه أن ما طلب منه تم تنفيذه وهو دائما تحت الطلب والخدمة ويذكر المسئول ألا ينساه في سفرية الرئيس مبارك القادمة البغاء الصحفي في مصر قديم اقدم من البغاء الرسمي الحقيقي الذي حارب سيد جلال عضو البرلمان قبل ثورة يوليو لإلغائه ونجح في مسعاه. اغلقت أبواب بيوت الدعارة وظلت أبواب الدعارة الصحفية مفتوحة علي مصراعيها هذا الكتاب صدر عن دار ميريت للنشر للزميل أشرف عبدالشافي الصحفي بالأهرام يكشف الكثير والكثير مما يعرفه القارئ إلا أن وقت القارئ وظروفه لا تمكنه من التوثيق أو ما يسمي "بالأرشفة" كتاب أشرف عبدالباقي سجل كل ما كتب في مديح مبارك ولعق الأحذية ومحاولة التقرب إلي رموزه ونظامه وعندما اطاح الشعب بالطاغية في 11/2/2011 حاول السادة المداحون ألا يتخلفوا عن ركب الثورة وبسرعة أداروا محركاتهم الخداعة الكاذبة تجاه الثورة والسلطة الجديدة. جمال ما يكتبه المبدعون أمثال أشرف عبدالشافي يصبح له مذاق مغاير لما يكتب في الصحف السيارة فهو أديب ومبدع له رواية عن فساد الصحافة وأحلام التعلق بها تحت اسم "ودع هواك" ومجموعة قصصية بعنوان "منظر جانبي" وهذا الكتاب اتوقع أن يقرأ بعين جديدة وقلب متفتح وقد يعيش طويلا ولن تمل الاجيال القادمة من قراءته و يبدو أن أشرف عبدالشافي يعلم ما قاله أبو حيان التوحيدي منذ مئات السنين "إذا مدحتم فاحتقروا وإن هجوتم فأزيدوا فإن الناس لا يملون الشر" ويبدو أن الناس بالفعل لا يملون الشر ولا يترددون كثيرا في معرفة الحقيقة ويبدو أن الناشر محمد هاشم لا يتردد ايضا في كشف الحقائق ولكن علي حلقات!