التجربة أثبتت ان هناك بعض الوزراء مازالوا يعملون بنفس أسلوب وزراء دولة مبارك.. يحاولون إظهار مجهوداتهم رغم انهم وزراء تسيير أعمال.. ولا يقبلون أي نقد حتي ولو كان من باب النصيحة للصالح العام بل ويصل الأمر إلي حد المنح والمنع. د. هشام قنديل وزير الموارد المائية والري رجل محترم لكن حدثت واقعة معه لم أجد لها مبررا فبحكم انني مندوب "المساء" في وزارة الري أقوم بتغطية أنشطة الوزارة.. رافقت "قنديل" في زيارته لمحافظة بني سويف يوم السبت 11 فبراير الحالي وكان الوزير يقف أعلي كوبري أسفله ترعة كبيرة.. وكانت هناك بعض النسوة يقمن بغسل الأواني والملابس علي ضفاف تلك الترعة أثناء زيارة وزير الري.. ووجدت أنها صورة صحفية جيدة ان ألتقطها والوزير يقف أعلي الكوبري ومن خلفه هؤلاء النسوة ولمحني الوزير وأبدي امتعاضه. عند هذا الحد وانتهي الأمر بالنسبة لي.. ولكن بعد ذلك بأيام قليلة اكتشفت ان وزير الري لم ينته عنده الأمر حيث قرر معاقبتي بعدم مرافقته في رحلته إلي سيناء وعندما أبديت استغرابي كان الرد كالصاعقة عندما قال لي أحد المسئولين الكبار والمقربين من الوزير يا راجل ده كلام تصور الوزير في هذا الوضع.. فهو رجل حساس.. الحساسية التي لدي الوزير لا تمنعه من انه المسئول الأول عن هذه المهزلة.. فلو ان حملات التوعية تري عملها ما كان هذا المظهر.. كما ان معالي الوزير الذي لا يختلف سياسته عن سياسة وزراء ما قبل يناير قبل الماضي دائماً ما يحمل الاعلام المسئولية في كل شيء.. فهو المسئول عن الاثارة ونقل المعلومات الخاطئة.. ولكن أرد علي قنديل وأقول له أنت الوزير الوحيد ما بعد الثورة الذي أنشأ ادارة مركزية للاعلام ويرفض أي مسئول في وزارتك ان يدلي بمعلومة لأي صحفي.. حتي هاتفك المحمول الذي كنت ترد عليه قبل ان تأتي وزيراً لم تعد ترد عليه فما هي الأسباب وفي النهاية تحمل الاعلام المسئولية فالمفروض انك أول من تبادر بالرد علي التساؤلات بنفسك قبل ان تتهم الاعلام والصحافة بعدم الحيادية حتي عقابك غير مناسب في عدم دعوتي بتغطية جولة سيناء فهذا أسلوب لا يتناسب مع العصر.. ولا أملك الا ان أقول لك عيب.. يا قنديل.