والأرقام الساخنة التي أعلن عنها لا ترد قرارات وزير الري بحل مشاكل المياه حبر على ورق يبدو أن قرارات الدكتور "هشام قنديل" بتشكيل خطوط ساخنة وغرف شكاوى في المحافظات والمراكز لمتابعة اختناقات المياه في نهايات، لم تعد كونها مجرد حبر على ورق، وينقصها التنفيذ، حيث أكد مجموعة من المزارعين "للدستور الأصلي" أن مسئولي الري بالمحافظات يتقاضون رواتب شهرية من أصحاب فتحات الري المخالفة التي تأخذ مخصصات ري الفلاحين الغلابة من المياه المقسومة لهم منذ أن شق محمد علي الترع والقنوات لري الأراضي النيلية بالغمر. قال "للدستور الأصلي" "عبد الناصر عبد العزيز" ، شيخ بلد قرية عزبة شكر بمحافظة الفيوم : "أن المياه لا تصل إليهم في نهاية ترعة "بحر الباشوات" التي تروي أكثر من 7 قرى" ، مشيراً إلى أنهم عندما تظاهروا أمام وزارة الري وعدهم الوزير بحل مشاكلهم، وخاطب محافظ الفيوم أمامهم لإنزال حملة لإزالة المخالفات في بداية الترعة، لافتاً إلى أن هذا هو ما حدث بالفعل ولكن ليومين فقط جاءت فيهم المياه إلى نهاية الترعة ثم "عادت ريمة لعادتها القديمة"، مؤكداً أنهم الآن يضعون ماكينتي ري على الحقل الواحد، بحيث تكون الماكينة الأولى عند الترعة، والماكينة الثانية عند الحقل كي يتمكنوا من شفط المياه القليلة الموجودة بالترعة حتى لا تهلك محاصيلهم وتموت من العطش ويموت أطفالهم جوعى. وأوضح أن الخطوط الساخنة التي أعلن عنها الوزير لا ترد أصلاً، مشيراً إلى أنهم حين يتوجهون إلى مسئولي الري بالمحافظة لا يأخذون منهم إلا الوعود التي تنفذ، وتابع متهكماً : "وموت يا حمار على ما يجيلك العليق". وهذه هي نفس المشكلة التي تعاني منها قرى مركز بلقاس التابع لمحافظة الدقهلية، حيث قال "محمد الإمام" ، أحد الفلاحين بقرية 57 التابعة للمركز، إن المياه لا تصل إلى نهاية ترعة "بحر عمار" إلا كل شهر ونصف، برغم أنه من المقرر أن تصل المياه إليهم كل 8 أيام، مشيراً إلى أن هذا بسبب سد الذي بني على ترعة الزهراء منذ 16 عام للتحكم في وصول المياه إلى نهاية ترعة عمار، وصرف المياه الزائدة عن حاجة المزارعين قبل السد للمزارعين خلفه، وتابع متهكما : "عشان تقريباً قرايبهم لواءات". وكان الدكتور "هشام قنديل" ، وزير الموارد المائية والرى ، قد أصدر قرارا بتشكيل غرف عمليات بجميع المحافظات والمراكز تعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة أي اختناقات أو شكاوى من المزارعين حول مياه الري وسرعة حلها، بجانب توفير خط ساخن ( 0235449508 ) لاستقبال أي شكاوى متعلقة بالمياه. كما أصدر تعليمات مشددة لكل قيادات ومهندسي الرى بالمحافظات والمراكز بالتعامل مع أي منطقة تتعرض لأزمة مياه ، مع منح كافة الصلاحيات للمسئولين عن الري بالأقاليم لحلها بشكل فوري دون اللجوء للديوان العام بالقاهرة، وحتى لا يضطر المزارعون لتحمل المشقة والحضور للوزارة بأنفسهم. ولكن على ما يبدو أن الفساد الذي استشرى في كافة فطاعات وزارة الري قبل قدوم هشام قنديل يعيقه عن تنفيذ قراراته التي تتحول بين الحين والآخر إلى مجرد حبر على ورق لا تطبق، وإن طبقت تطبق منقوصة، والضحية هو الفلاح الفقير.