أبدت روسيا والصين وايران تأييدها للرئيس السوري بشار الأسد قبل أيام من اجتماع دولي من المُرجح ان يضع المزيد من الضغط عليه كي يتنحي في مواجهة انتفاضة تزداد دموية. وذكرت وكالات أنباء سورية وروسية ان الأسد التقي بسياسي روسي كبير في دمشق أعاد التأكيد علي تأييد بلاده لبرنامجه الاصلاحي وعارض أي تدخل أجنبي في الصراع. واتهمت الصين الدول الغربية بإثارة حرب أهلية في سوريا في الوقت الذي وصلت فيه سفينتان حربيتان ايرانيتان الي قاعدة بحرية سورية فيما يسلط الضوء علي التوتر الدولي بشأن الازمة السورية الناشبة منذ قرابة عام. وعلي الارض واصلت القوات الحكومية حملتها ضد الانتفاضة المناهضة للاسد وقال ناشطون معارضون ان خمسة اشخاص قتلوا في تجدد القصف لحي تسيطر عليه المعارضة في حمص وحصار القوات وميليشيا الشبيحة لحماة. وكانت المدينتان في طليعة المدن التي ثارت ضد الاسد. وتدخل الأزمة أسبوعا مُهما في ظل الاجتماع المقرر ان تعقده قوي غربية وعربية في تونس يوم الجمعة للضغط علي الاسد للتخلي عن السلطة في حين يمضي الاسد قدما في خططه لاجراء استفتاء علي دستور جديد يوم الاحد القادم . يأتي الاستفتاء الذي سيفضي الي انتخابات متعددة الاحزاب خلال 90 يوما في إطار ما يصفه الاسد ببرنامج اصلاحي لتلبية المطالب بمزيد من الديمقراطية. والتقي اليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس النواب "الدوما" بالبرلمان الروسي بالاسد في دمشق وأكد دعم روسيا للخطة. وموسكو هي المزود الرئيسي لسوريا بالاسلحة وحليف يعود الي الحرب الباردة. وقالت الوكالة السورية ان بوشكوف شدد ايضا علي ضرورة "مواصلة العمل علي حل سياسي للازمة يقوم علي الحوار بين جميع الاطراف المعنية دون تدخل خارجي." وابلغ الاسد الذي لا يظهر ميلا للتخلي عن السلطة بوشكوف بأن سوريا مستهدفة من قبل جماعات ارهابية مُسلحة تدعمها عناصر أجنبيه تهدف الي زعزعة استقرارها. وأيَدت الصين التي أوفدت مبعوثا الي المنطقة هذا الاسبوع أيضا فكرة الاسد الخاصة بحل سياسي وناشدت الحكومة والمعارضة علي السواء وقف العنف. ووبخت صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الغرب في تعليق في صفحتها الاولي في طبعتها الدولية قائلة "اذا واصلت الدول الغربية تأييد المعارضة السورية بشكل كامل فستندلع حينئذ حرب أهلية شاملة ولن تكون هناك وسيلة لتفادي احتمال التدخل الخارجي المسلح." غير ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قال ان ثمة مؤشرات علي احتمال ان تغير روسيا والصين من موقفيهما إزاء سوريا بعد ان استخدمت الدولتان حق النقض "الفيتو" ضد خطة سلام عربية يؤيدها الغرب في مجلس الامن الدولي تهدف الي إنهاء العنف هناك. وقال التلفزيون الايراني ان سفينتين تابعتين للبحرية الايرانية ترسوان حاليا في ميناء طرطوس السوري. وأضاف أن السفينتين أرسلتا يوم السبت وقيل انهما تقدمان التدريب للقوات البحرية السورية بموجب اتفاق وقعه البلدان قبل عام. ومع انخراط ايران الشيعية في مواجهة مع الولاياتالمتحدة وأوروبا واسرائيل بسبب برنامجها النووي من المرجح ان يثير هذا التطور قلق الغرب من تحول الازمة السورية الي صراع اقليمي اذا لم تحسم سريعا. وعندما سُئل نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي دان ميريدور بشأن التحرك الايراني في إفادة صحفية قال ان الاسد يلقي دعما من ايران وحزب الله اللبناني وان روسيا والصين قدمتا له "رخيصا بالقتل".