مصر التي تربيت وكبرت وكهلت فيها. مصر التي أعطيتها وقدمت لها ولناسها ما استطيع. مصر الأمان. الواحة الخضراء. الطمأنينة. شعبها الطيب الودود. المحب الذي يدافع عن جيرانه وناسه. يود بعضه ويحابي علي بعضه. أين مصر التي غرست اسمها في قلب أولادي وبناتي. أين مصر يا شعب مصر. مصر خرجت ولم تعد فهل ستعود أم لا. مصر وقعت بأيدي أولادها أيا كانوا خونة أو فلول أو حكام فاسدين أيا كانت الطائفة. أين البلد الذي يتحمل كما من التكسير والمشاحنات والضرب والهدم والجوع وانهيار القيم والاقتصاد والسباحة والأخلاق كيف لبلد أن تتحمل صبية يدمرونه. وأدعياء سياسة وأطفال شوارع يحرقونه وشارع يحمل علي الأطياف يحركه. كل وفق هواه. هل كل هؤلاء ظهروا بعد خروج مبارك ورجاله كل ما أراه أمامي سببه انهيار دولة مبارك هل هو ورجاله كانوا المانع لظهور هذه الفئات؟ كيف يمكن لي أن أتصور أن هذا الانفجار الدموي والانفلات الخلقي والأمني سببه انهيار مؤسسة فاسدة مثل تلك التي كانت موجودة قبل 28 يناير هل هذا الدمار الخلقي والأمني والسياسي الذي أراه كان مختفياً خلف ديكتاتورية حكم ومؤسسة مسيطرة بافتراء. هل أخلاق الشعب تغيرت بين يوم وضحاها. أم أني كنت مغمض العين. لا أري الحقيقة وخدعت طوال عمري في مصرنا وشعبها. لا يمكن أن أصدق هذا أبداً. هل هذه هي مصر وهؤلاء هم المصريون أم أن مصر وشعبها خرجت ولم تعد وما أنا فيه حلم أو كابوس أعيشه في بلد غير مصر. وناس غير أهلي وجيراني وعشيرتي. ما هي الإجابة أفيدوني أفادكم الله يارب سلم مصر التي أعرفها في طفولتي وشبابي وكهولتي. هل تعود مصر إلي سابق عهدها وتستيقظ من غيبوبة الحكم البائد؟ هل نشاهد يوماً ما القيم الجميلة والمبادئ الراسخة والاستقرار والرخاء؟ هل نري يوماً من الأيام عودة الحب والوئام والاخلاص بين الناس؟ هل يتحقق الحلم بتحسين أوضاع أبناء البلد مادياً وأدبياً واجتماعياً ويتم توفير حياة كريمة للشعب ويأمن كل طفل وشاب وفتاة وسيدة ورجل علي مستقبله وحياته؟ أم أننا نحلم بالمستحيل.