أنشطة الطيران المدني في غاية الحساسية.. استثماراتها بمليارات الدولارات وعوائدها ضعيفة ولذلك فهي دائما في حاجة إلي بذل مزيد من الجهد من أجل الحفاظ علي ثرواتها رغم أرباحها الضئيلة.. أيضاً كافة الانشطة تواجه منافسات وتحديات عالمية ودائما البقاء للأصلح وهناك شركات طيران انسحبت من سوق النقل الجوي بعد ان تفاقمت خسائرها.. وطبيعي ان التواجد والاستمرارية في السوق يحتاج خبرة وكفاءة وتقديم أعلي خدمة واستخدام أفضل تقنية. الطيران المدني المصري يعاني حاليا محنة نتيجة للأحداث التي يشهدها الشارع وبعد أن تخطي البعض كافة الخطوط الحمراء بقيامهم باشعال النيران في الممتلكات العامة التي هي ملك جميع المصريين وتراشق بالحجارة بين المتظاهرين وقوات الأمن والجيش في شارعي القصر العيني والشيخ ريحان مما يشعر الزوار الاجانب بمخاوف من اثارة الفوضي في أنحاء الوطن. بديهي أن الاحداث الجارية تؤثر علي الاقتصاد الوطني ومن بينها الطيران المدني الذي يعد أحد الانشطة الاقتصادية.. ولذلك نجد كافة الانشطة تعاني من آثار عدم الاستقرار نتيجة هذه الاحداث التي تقع وطبيعي أن الخسائر فادحة.. ورغم ذلك نجد المسئولين يبذلون جهداً فوق العادة لإدارة الازمة والحفاظ علي سمعة الطيران المدني بكامل أنشطته أملاً في أن يأتي اليوم الذي تشرق فيه شمس يوم جديد ملئ بالاستقرار ودوران عجلة العمل بأقصي سرعة لتعويض الخسائر والعودة إلي الارباح والاهم استعادة سمعة مصر في الطيران المدني خاصة وأنها صاحبة الريادة في افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط ولديها شركة طيران هي الاولي في المنطقة وسابع شركة طيران في العالم وهي الآن تخطي بسمعة عالمية بشهادة المنظمات والهيئات الدولية إضافة إلي انها أحدي أعضاء تحالف "سنار" العالمي. جميع العاملين في وزارة الطيران المدني في كافة الانشطة ينتظرون الانفراجة قريبا بعد تولي المهندس حسين مسعود مسئولية وزارة الطيران المدني لأنه يمتلك أدوات العلم والخبرة والكفاءة وكيفية إدارة الازمة بنجاح ويتعهدون بالتعاون معه خلال الفترة القادمة ايمانا منهم بالوطنية التي تستوجب توحيد الصفوف ونبذ الخلافات من أجل الحفاظ علي المكانة العالمية التي وصل إليها الطيران المدني خلال السنوات القليلة الماضية ومكنته من استعادة ريادته بعد ان فقدها سنوات طويلة نتيجة لضعف السيولة المالية وأتاحت لشركات طيران عربية ان تنطلق إلي العالمية ونفس الحال بالنسبة للمطارات وكافة الانشطة علي العموم إدرك العاملون خطورة الازمة الحالية وتعاهدوا علي أن يكونوا مع المسئولين في خندق واحد من أجل الحفاظ علي سمعة مصر أولاً والطيران المدني.. وقريباً جداً تهدأ الاجواء وتعود عجلة الانتاج من جديد. النافذة الاخيرة في اللقاء الودي الذي عقده اللواء صلاح زيادة مساعد وزير الداخلية لأمن مطار القاهرة بالاعلاميين والصحفيين شعرنا جميعاً بالطمأنينة علي بوابة مصر الاولي وايقنا أن رجال الشرطة عيون الصقر ساهرة علي حمايته بعد تشديد الاجراءات الامنية والاستعداد لمواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء علي مطار القاهرة.