الطيران المدني من الأنشطة التي تتأثر بالأحداث سواء كانت محلية أو عالمية ولذلك كان متوقعاً أن يعاني من أزمة نتيجة للأحداث التي وقعت في أعقاب ثورة 25 يناير والتي من تداعياتها انخفاض التشغيل وعدم امتلاء رحلات مصر للطيران مما تسبب في خسائر زادت علي المليار جنيه ومن المتوقع ارتفاع الخسائر نتيجة للأحداث المتتالية التي تظهر يوماً بعد يوم. المحنة الحالية تعاني منها كافة الأنشطة بالطيران المدني أما مصر للطيران فخسائرها فادحة مقارنة بباقي الأنشطة وكان يجب علي العاملين بالشركة الوطنية أن يدركوا الخطر الذي يحيط بهم من كل جانب لكن واضح أن البعض يغفل هذا الخطر فيتمادي في مطالب فئوية تعوق مسيرة الانتاج ودفع عجلة العمل الي الأمام. مصر للطيران شركة عالمية استطاعت في غضون 8 سنوات أن تنهض بنفسها بعد هيكلة كافة أنشطتها فحققت الحلم الكبير في أن تستعيد ريادتها وتصبح شركة طيران عالمية ولعل انضمامها لتحالف "ستار" العالمي دليل قاطع علي أن العمل الدءوب والإخلاص يجني ثمار الوصول الي العالمية. ما يثير الدهشة أن هناك اتهامات ضد قيادات الطيران المدني وصلت الي المحاكم تتهمهم باهدار المال العام وهذا لا يجب التعليق عليه لكن لابد أن ندرك أن الاتهامات تسببت في عرقلة اتخاذ القرار الصائب لتعظيم الايرادات فالمسئولون غير قادرين علي اتخاذ القرارات الحاسمة خشية التعرض لنفس المصير وحتي لا يتعرضوا للمغامرة في سمعتهم وهذا حقهم علي العموم لابد أن يعرف الجميع أننا اذا أردنا أن تكون لدينا مطارات عالمية وشركة طيران يشار إليها بالبنان فلابد أن نواصل التطوير والتحديث ونساير التقدم العالمي وطبيعي أن تحقيق ذلك يحتاج الي موارد مالية لابد من توفيرها ثم تأتي بعد ذلك الأرباح أما اذا أردنا أن نقف محلك سر فنضع أيدينا علي خدودنا منتظرين الفرج؟؟ النافذة الأخيرة لا تجادل بليغاً ولا سفيها.. فالبليغ يغلبك.. والسفيه يؤذيك