تعجبت كثيراً مما أسمعه وأشاهده علي الفضائيات. تجد بعض أعضاء القوي السياسية والمحللين يعلقون علي ما يحدث في ميدان التحرير بأنه مهزلة وبلطجة وأن الذين يقومون بأعمال التخريب والتدمير للممتلكات العامة من المأجورين ولا ينتمون إلي الثوار الحقيقيين ومع ذلك يتهمون رجال الأمن باستخدام القوة ضد هؤلاء المتظاهرين ويطالبون بمحاكمة الضباط الذين يدافعون عن المنشآت الهامة ويتهمونهم بقتل المتظاهرين. هذه الازدواجية في الرأي تفقد الثقة في الأشخاص الذين يظهرون علي شاشات التليفزيون ويوحي بأنهم عملاء أو أصحاب مصالح فكيف يدينون أعمال الشغب والتخريب ويصفونه بالبلطجة ويعيبون علي رجال الأمن المكلفين بحراسة هذه المنشآت لأنهم تصدوا لهؤلاء المخربين بالضرب واستخدام السلاح. الأغرب من ذلك أن البعض اختلف في الرأي هل ضحايا هذه الأحداث شهداء أم قتلة ومخربون؟!.. وتفرغ المحللون لتفسير هذا المسمي.. وتركنا القضية الحقيقية ولم نسأل أنفسنا ما هي مطالب هؤلاء المخربين؟!.. هل حرق المجمع العلمي هو الحل؟!.. هل الاعتداء علي رجال الأمن سوف يحل مشاكلنا التي عانينا منها طوال العهد البائد؟! في الواقع إن كل ما يحدث في ميدان التحرير أو الفضائيات أصبح لا يطاق وأن الرأي العام لا يقبل هذه المهاترات وكل من يمسك بالعصا أو الطوب مخرب. ويستحق العقاب ولا يستحق أن يكون مصرياً ويجب ردعه بالقوة ولا يطلق عليه لقب الشهيد. لقد شاهدت بنفسي أحد الشباب المصابين في أحداث الشغب يوم الجمعة الماضي أحضروه للعلاج بمستشفي الهلال ووجدته يرتدي خوذة علي رأسه وتناقشت معه قائلاً: لماذا ترتدي هذه الخوذة وهل أحضرتها من بيتك.. أم تم توزيعها عليكم في ميدان التحرير؟!.. لكن هذا الشاب التزم الصمت ولم يرد علي سؤالي مما يؤكد أن هناك مؤامرة ضد بلدنا وأن هناك من يريدون أن تتحول مصر إلي عراق أخري.. أبداً.. إن مصر آمنة بقدرة الله.. وسوف يسقط هؤلاء الخونة وتسقط أقنعة المحللين السياسيين الذين يتبارون للظهور في الفضائيات ويتهمون القوات المسلحة والشرطة باستخدام العنف ضد المتظاهرين. أرجوكم افصلوا بين المتظاهر الذي يحدد مطالب مشروعة وبين مخرب يحرق منشأة أو يعتدي علي فرد أمن في الشارع وإلي متي يتم السكوت علي هؤلاء وكلنا نؤيد استخدام القوة والسلاح ضد المخربين والمعتدين علي المنشآت الهامة. الصور التي شاهدتها أثناء اعترافات المتهمين من الصبية المجهولين الذين تم ضبطهم في موقع الأحداث تؤكد أن هناك فئة ويدا مخربة تحركهم من أجل المال. ولابد من بتر هذه اليد والقضاء علي أصحاب الرأي المأجورين.