الكل كان يخشي علي مصر من إجراء انتخابات مجلس الشعب في ظل هذا الكم الهائل من الانفلات الأمني والأخلاقي المدعوم بكم هائل من المطالب الفئوية والدعوات الانهزامية والمليونيات التي أصبحت تخرج بلا مبرر سوي اشباع رغبات قلة قليلة تتوهم أنها قادرة ان تحرك سواكن المجتمع المصري ومتوهمين أنهم هم صناع ثورتها ومحققو أمانيها رغم انهم غارقون في دياجير الوهم وإنهم غير عارفين بتركيبة هذا الشعب الأبي القادر ان أراد ان يحوِّل هزيمته إلي ا نتصار وان يتغلب علي أشد الأزمات بابتسامة المصريين أذكي شعوب الأرض قاطبة. ان خروج جحافل أبناء مصر علي اختلاف مراحلهم السنية من شباب وكهول وعلي تباين انتماءاتهم الحزبية والعقائدية ليشاركوا في بناء برلمان مصر لمؤشر بأن هولاء الذين يتناحرون لحصد المكاسب واهمون.. جاهلون بمعرفة الخريطة الجينية والتركيبة الكيماوية للمصري!! لقد تحدي المصري ابن النيل التقلبات الجوية والدعوات الانهزامية وأجندات التخريب وخرج للمشاركة.. انها ظاهرة أبداً لم ولن تتكرر في أي بلد من بلدان العالم.. خرجوا يؤكدون ان مصر أولاً وان أمن وأمان هذا البلد خط أحمر يجب ان يقف عنده الجميع.. يجب ان يعي هؤلاء أنها مصر.. وعليهم ان يعودوا إلي صفحات كتب التاريخ ويمضون في مطالعتها جيدا ليعرفوا ان المصري الذي هزم جيوش هولاكو وجحافل قمبيز وطرد الترك والفرنسيين والانجليز وزج بمبارك وحاشيته في غيابات السجن قادر علي ان يقهر أي ظروف استثنائية وان يدحر آراء الواهمين المستخفين بقدر مصر. مصر يا هؤلاء مصنع الأبطال وأم الكرم والجود وأرض الأولياء الصالحين.. مجدها راسخ رسوخ الجبال وشعبها متحدي المستحيلات.. يختلف.. ويغضب ويثور ولكن عندما يكون الأمر متعلقاً بأمن الوطن تلتئم الجروح وتتحول الالام والأوجاع إلي مثيرات للتعاون والتكاتف ونكران الذات وتبقي مصلحة وأمن مصر فوق رؤوس الجميع ليرتد كيد الماكرين إلي نحورهم وتسمو مصر فوق الضغائن. همسة قال الشاعر لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل