انتهي "التيرم" الأول من الجولة الأولي للانتخابات البرلمانية بنجاح باهر وغير مسبوق لشعب مصر أشاد به العالم أجمع. ولأننا مؤمنون بأن لا شيء كامل وأن الكمال لله وحده.. فعلينا أن نتعلم من الأخطاء التي ظهرت في العملية الانتخابية ونتلافاها سواء في "التيرم" الثاني من نفس الجولة بعد غد وأقصد به "الإعادة" أو في الجولتين الأخريين.. لأن كل خطأ نتداركه ونصلحه نحوله إلي "نجمة جديدة" في شهادة النجاح. وهذا ما نتحدث عنه اليوم في دفتر أحوال الأسبوع: * هناك اتهامات متبادلة بين أحزاب "الحرية والعدالة" الجناح السياسي للإخوان و"النور" السلفي و"الكتلة" المعبر عن الأقباط باستغلال الدين أسوأ استغلال.. وهذه حقيقة. إذا كان القانون يمنع قيام الأحزاب علي أساس ديني فإن هذا يجب ألا يكون علي الورق فقط بل لابد من تفعيله وبالتالي لابد أن ينسحب المنع علي الدعاية الانتخابية أيضا. هل نري إجراءات قوية تمنع هذه المهزلة التي تزيد من فرص اندلاع فتنة طائفية؟! * أيضا.. يحظر القانون الدعاية للمرشحين أمام اللجان أثناء التصويت.. ولكن للأسف لم يلتزم أحد بذلك ووجدنا الدعاية علي كل شكل ولون خلال الاقتراع.. بعضها اقتصر علي توزيع الأوراق أو الكروت. والبعض الآخر بالحث علي انتخاب مرشحين بعينهم خاصة الإسلاميين والأقباط. والبعض الثالث أخذ الحث شكلاً عنيفاً ومصحوباً بفتاوي دينية ما أنزل الله بها من سلطان. والبعض الرابع "نصب" سرادقات وأقام أكشاكاً عيني عينك للدعاية.. منتهي الفجور. هل نري إجراءات قوية تمنع تلك المهزلة أيضا؟ * انتشرت الرشاوي الانتخابية.. ولم تقتصر علي "الفلول" كما يحلو للبعض أن يسمي مرشحي الحزب الوطني المنحل.. بل امتدت إلي الأحزاب ذات الخلفية الدينية وكثير من المستقلين.. كما تنوعت ما بين أموال سائلة حيث تراوح سعر الصوت الواحد بين 50 جنيهاً في المرج والأقصر و900 جنيه في البحر الأحمر. ولحوم. وشنط مواد غذائية بالإسكندرية. وبطاطين في بولاق أبو العلا وبورسعيد. وعلب كنتاكي في شبرا.. وهذا لا يجوز أبداً. هل نري إجراءات عقابية صارمة تحاسب الراشين والمرتشين..؟! * رفضت المنتقبات الكشف عن وجوههن في البحر الأحمر لرؤساء اللجان.. ولأنني أؤمن بضرورة احترام حرية الناس وأؤيد عدم كشف وجه المنتقبة أمام أي رجل ليس محرماً عليها وفي نفس الوقت احترم القانون وضبواط الانتخابات.. اقترح تعيين سيدة في كل لجنة فرعية للسيدات تكون مهمتها مطابقة بطاقة الرقم القومي علي صاحبتها.. وبذلك يمكن حل المشكلة بسهولة. هل نري ذلك في تيرم الإعادة أو اعتباراً من الجولة الثانية؟! * الغالبية العظمي من اللجان الفرعية في الأدوار العليا للمدارس.. وهناك كبار سن ومعاقون يصرون علي الإدلاء بأصواتهم.. وحتي نحقق لهم رغبتهم دون إجهادهم.. نطالب بأن تكون لجان المرحلتين الثانية والثالثة في الأدوار الأرضية للمدارس. هل تري ذلك حتي لا نرهق أهالينا في شيخوختهم ومرضهم وإعاقتهم؟! * لأول مرة أعرف أن حكومة د.عصام شرف كان لديها لجنة وزارية للأزمات.. فلم نسمع من قبل أن اجتمعت هذه اللجنة أو حلت أزمة.. بدليل أن البلد كانت عايشة في أزمات متزامنة أو متعاقبة بلا حل. هذه اللجنة "الوهمية" عقدت اجتماعاً أمس الأول لمتابعة الانتخابات رغم أن الانتخابات كانت تسير بنجاح وبدون أي أزمات!!! ليت د.كمال الجنزوري رئيس الوزراء المكلف يشكل لجنة وزارية حقيقية وفعالة للأزمات فسيكون عليها عبء كبير.. في الانتخابات وغيرها. * هناك نغمة نشاز تطالب إما بإلغاء الدوري العام أو إقامة المباريات بدون جمهور.. وأنا أسأل أصحاب هذه النغمة: وكيف تصرف الأندية علي الفرق.. وكيف نرتقي باللعبة؟ والسؤال الأهم: إذا كان الجيش والشرطة قد نجحا بامتياز في تأمين الانتخابات في 9 محافظات ذات كثافة سكانية عالية فهل من الصعب عليهما تأمين ملاعب لا يزيد فيها عدد المشجعين علي 50 ألفا؟! ليتنا نطبق خطة الانتخابات علي الماتشات.