فيما تشتعل المواجهة مرة أخري بين المجلس العسكري والمتظاهرين في شارع مجلس الشعب ، يستمر سقوط مرشحي شباب الثورة في الانتخابات البرلمانية وتواصل قائمة "الثورة مستمرة" تراجعها أمام قوائم "الحرية والعدالة " الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشعب " برلمان الثورة " . لقد أصبح واضحا وجليا أن هناك غضبا مكتوما الدي الغالبية العظمي من المصريين تجاه ما يحدث في التحرير ويعبرون عنه خلال التصويت في الانتخابات فكل رموز الثورة في المرحلة الثانية تراجعوا وبقي الإخوان والسلفيون الأكثر حشدا والأقوي تواجدا في الشارع. الطريف أن أهم نتائج تم تحقيقها في المرحلة الثانية كان نجاح بعض المستقلين والمنتمين للحزب الوطني السابق ففي الشرقية يقترب الدكتور علي المصيلحي وزير التضامن السابق وعضو الحزب الوطني المنحل من حسم مقعده في البرلمان بعد أن حصل علي أعلي الأصوات في الجولة الأولي للمرحلة الثانية وأعلنت عن الإعادة بينه وبين احد مرشحي الحرية والعدالة وبعدها قرر الانضمام الي حزب الوفد بعد إعلان نتيجة الإعادة وانتهاء من المفاوضات مع طلعت السويدي المتصدر لرأس قائمة حزب الوفد . ولم يكن المصيلحي وحده الذي نجح في تحقيق هذه النتيجة فهناك أيضا إعادة علي مقعد العمال والفلاحين بالمنوفية بين محمود الخشن (حزب وطني سابق) بحصوله علي 120 ألفا و432 صوتا ومحمود أبو المجد (الحرية والعدالة) الذي حصل علي 114 ألفا و751 صوتا . أماالدائرة الرابعة فردي علي مقعد العمال والفلاحين تجري إعادة بين أنور سعيد النمكي (النور) وحصل علي 36 ألفا و657 صوتا وأيمن معاذ (عضو مجلس الشعب السابق عن الحزب الوطني المنحل والذراع اليمني لأحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب) بحصوله علي 25 ألفا و680 صوتا. ورغم خوض الكثير من قيادات الثورة من الشباب للانتخابات في غالبية هذه الدوائر إلا أنهم لم ينجحوا في أي منهم في الوصول الي مرحلة الإعادة مع أي من مرشحي الحرية والعدالة والنور السلفي أو أعضاء الحزب الوطني القديم في أي من الدوائر التي خاضوا فيها الانتخابات رغم الدعاية المكثفة التي تمت لهم من خلال التحالف الذي تم قبل يومين مع الكتلة المصرية باعتبارهم مرشحي الحفاظ علي مدنية الدولة الا أن انشقاق تحالف الثورة مستمرة عن الكتلة وباقي الأحزاب الجديدة لم ينجح في دفع الناس للتصويت لهم واستمر صعود التيار الإسلامي علي حساب مرشحي التحرير. وأجمع كل الخبراء السياسيين علي أن التنظيم الجيد و"المحترف" للإخوان قد حسم الجولة الأولي والثانية لصالحهم، فضلا عن الحشد الديني للتيار الإسلامي في مقابل قائمة الكنيسة، وتوقع البعض استمرار التفوق للتيار الإسلامي في الجولة الأخيرة . الخبير السياسي الدكتور "عمرو هاشم ربيع" أرجع سبب تقدم قوائم الأحزاب الإسلامية علي مرشحي الثورة وأحزاب ما قبل الثورة، إلي أمرين، الأول انتشار الإسلاميين في الشوارع وقيامهم بتقديم العديد من الخدمات إلي المواطنين. بينما رأي أحد مؤسسي حزب التحالف الشعبي" عبد الغفار شكر" ، إن سيناريو المرحلة الأولي والثانية سيتكرر في المرحلة الأخيرة للانتخابات، نظرا لأن الظروف العامة مازالت قائمة، ولأن المجتمع المصري تحتل فيه الأفكار الدينية موقع السيادة، ويضاف لذلك الخبرة الانتخابية المتراكمة للأحزاب الدينية وتوفيرها لقدر هائل من الإمكانيات المادية للمندوبين، والتنظيم الجيد. وعلي عكس ما يري الخبراء من أن تقدم الاحزاب ذات المرجعية الدينية راجع الي تاييد الشعب لها ، الا أن المنظمات الحقوقية كان لها رأي آخر حيث أكدت غالبية مؤسسات مراقبة الانتخابات أن حزبي الحرية والعدالة والنور السلفي هما الأكثر انتهاكا لمعايير وقواعد الانتخابات النزيهة وأنهم أكثر من خرقوا مرحلة الصمت الانتخابي والأكثر تأثيرا علي المرشحين أمام اللجان في غياب باقي القوي السياسية. .وبحسب شهادة مراقبي الائتلاف المستقل لمراقبة الانتخابات فإن المشهد الانتخابي في المرحلة الثانية كان يغلب عليه الطابع الطائفي في حشد السيدات للتصويت والدعاية الانتخابية . وقال أحمد فوزي الأمين العام للجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية وعضو الائتلاف المستقل أن مراقبي الائتلاف رصدوا قيام سيدات منتقبات بتوجيه النساء للتصويت لحزب النور في محافظات السويسوالجيزة ففي مدرسة أم المؤمنين الثانوية، العمرانية، لجنة رقم 592 أغلق القاضي اللجنة عدة مرات لمدة تصل الي نصف ساعة بسبب مشاجرات عديدة بين السيدات وبينهن سيدات منتقبات. وفي لجنة رقم 576 اشتباك بين سيدة قبطية وعدد من المنتقبات وتجمع علي إثره عدد كبير من السيدات القبطيات والمنتقبات بعد منع السيدة القبطية من الدخول إلي اللجنة للإدلاء بصوتها، وتدخل أفراد الجيش وقاموا بالسماح للسيدة بالدخول والتصويت. وفي لجنة مدرسة عثمان بن عفان بالعمرانية، هناك سيدتان من أنصار حزب الحرية والعدالة تقومان بتوجيه النساء للتصويت لصالح الحزب، وأيضا هناك سيدة تحمل لاب توب من حزب النور ترشد الناخبات عن أماكنهن وتحثهن للتصويت لحزب النور. وكذلك منتقبات أمام مدرسة الصديق بنين بالعمرانية يقمن بتوزيع مبالغ مالية علي السيدات خارج المدرسة. وفي مدرسة محمود سامي البارودي الابتدائية، حي الاربعين، تم القبض علي راشية تقوم بإعطاء مبلغ خمسين جنيها للناخبات علي أن يدلين بأصواتهن لصالح حزب النور. وفي مدرسة المعركة، بالدلنجات بمحافظة البحيرة رصد الائتلاف قيام سيدتين داخل المدرسة بتوجيه الناخبات للتصويت لصالح حزب النور، وقام القاضي بطردهما بعد مشادة كلامية بينهما. أما حملة شارك وراقب واتعلم التابعة لجمعية التنمية الإنسانية فقد رصد مراقبوها تصاعد حدة وتيرة العنف في أغلب اللجان بمحافظات المرحلة الثانية التسع، حيث زادت الدعاية الانتخابية وتعددت وسائلها إما عن طريق المكبرات الصوتية والبوسترات التي تحمل شعار الأحزاب وصور مرشحيها أو الظاهرة الغريبة التي يستخدمها حزبا النور والحرية والعدالة وهي الأطفال للتأثير علي الناخبين والسيدات المنتقبات اللائي يقمن بتوجيه السيدات لاختيار مرشحي الأحزاب الدينية بدعوي أنهم رجال الله وغيرهم هم رجال الشيطان. وقال محمد محي مدير الجمعية أن مراقبي الحملة رصدوا مشاجرة بمحافظة البحيرة بالدائرة الرابعة بمدرسة الميسين للتعليم الأساسي نشوب مشاجرة بين أنصار الحرية والعدالة وأنصار حزب النور بسبب اتهامهما البعض بتجاوز الحد في الدعاية الانتخابية مما جعل القاضي يأمر بزيادة أفراد القوات المسلحة لتأمين اللجان. وفي بني سويف بالمدرسة الجديدة الابتدائية بالفشن مشاجرة كبيرة بين أنصار الكتلة المصرية وأنصار الحرية والعدالة بسبب قيام قبطي من أنصار الكتلة بتصوير سيارة تنقل الناخبين لصالح "الحرية والعدالة". وفي لجنة مدرسة الميسين الثانوية بنات بالدائرة الرابعة محافظة البحيرة أنصار حزب النور يقدمون أسطوانات غاز للناخبين للتأثير عليهم لمنح أصواتهم لصالح مرشحي حزب النور . اما التحالف المصري لمراقبة الانتخابات فقد أكد أن المرحلة الثانية شابها العديد من الانتهاكات كان أبرزها مخالفات الدعاية الانتخابية ففي محافظة الجيزة، رصد مراقبو التحالف دعاية بمدرسة الشروق الابتدائية الوراق بالدائرة الخامسة لصالح حزب النور، ومعهد ناصر الأزهري بالقراطين الدائرة الخامسة لصالح أحد المرشحين المستقلين . وفي محافظة سوهاج, رصد مراقبو التحالف بلجان 505 و506 و507 بمدرسة السلام الإعدادية بسوهاج دعاية لصالح مرشح حزب النور داخل اللجان . وفي محافظة الإسماعيلية، رصد مراقبو التحالف بمدرسة عمر مكرم والفاروق عمر وأبو بكر الصديق بالدائرة الخامسة دعاية انتخابية لصالح حزب النور وفي محافظة بني سويف؛ رصد مراقبو التحالف بلجنة 461 و462 بمدرسة مصطفي كامل الابتدائية بسمسطا دعاية انتخابية لصالح حزب النور، وفي لجنة 374 بمدرسة سمسطا المحمودية تم رصد دعاية صوتية باستخدام مكبرات الصوت لصالح حزبي النور والحرية والعدالة، وفي مدرسة سمسطا الصناعية بالدائرة الثالثة بببا تم رصد إحدي المنتقبات داخل اللجان تقوم بالتأثير علي الناخبين للإدلاء بأصواتهم لصالح الحرية والعدالة وفي محافظة الشرقية، رصد مراقبو التحالف بلجان قري الزقازيق دعاية داخل المساجد لصالح حزب الحرية والعدالة , مدرسة الثانوية الزراعية بالزقازيق تم رصد قيام المرشح خالد بشر وأنصاره بتوزيع دعاية انتخابية داخل اللجان . وفي محافظة البحيرة, اللجنة رقم 650 بالمدرسة الإعدادية المشتركة بنات بوادي النطرون تم رصد قيام بعض أنصار المرشح عطية مسعود بتوجيه الناخبين للتصويت لصالحه. ورصد مراقبو التحالف بمدرسة صفية زغلول بالدائرة الثانية الجيزة قيام المرشح جمال عيد ومحمود المصري بشراء أصوات الناخبين مقابل مبلغ مالي قدره 50 جنيها للصوت الواحد , المدرسة الثانوية العامة باوسيم قيام أنصار مرشح الأخوان بابدال أنابيب الغاز الفارغة .