لابد أن تكون له قدرات غير عادية حتي يتعامل مع التحديات أو قل جبال التحديات التي تواجه ليبيا في المرحلة القادمة. ويطفو فوق سطح تلك الجبال بنية تحتية مدمرة بفعل غارات حلف الأطلنطي التي دمرت أكثر مما دمرته المعارك بين الثوار وقوات القذافي.. وتطفو أيضا نزعات قبلية سعي القذافي إلي إذكائها خلال سنوات حكمه بالأسلوب الشهير فرق تسد. ويطفو فوق هذه الجبال أيضا الدينار الليبي الذي انهار علاوة علي حالات الانفلات الأمني التي باتت معظم المدن الليبية أو كلها تعانيها. وقد أدت الانشقاقات المتعددة في صفوف الأجهزة الأمنية وأشهر الحرب الطويلة التي انتهت بالاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي إلي تدمير الجيش وانتشار السلاح علي نطاق واسع بين السكان والأهالي. وهناك البترول الذي يتعين أن يعود إنتاجه إلي معدلاته الطبيعية للوفاء بنفقات إعادة الإعمار التي ستكون باهظة للغاية. وتأمل طرابلس أن تعود إلي مستويات الإنتاج لفترة ما قبل الثورة. بواقع 1.6 مليون برميل يومياً. علماً بأن تقديراتها للإنتاج اليومي حالياً لا تتجاوز 300 ألف برميل. ولو مضينا قدما في إحصاء مفردات تلك الجبال ما يظهر منها وما يخفي. لضاق بنا هذا الموضع. ذلك هو عبدالرحيم الكيب مهندس الكهرباء ورجل الأعمال والأستاذ الجامعي صاحب السجل الأكاديمي الحافل. وهو أيضا عضو بالمجلس المحلي بمدينة طرابلس ويحسب علي التكنوقراط ولديه خبرة واسعة لتطوير ليبيا وإعمار البلاد. وقد تم تكليفه رسمياً بتشكيل الحكومة الجديدة بعد أن خاض معركة انتخابات داخلية داخل المجلس الانتقالي الذي كان بين أعضائه ممثلاً للعاصمة طرابلس التي ولد فيها وتخرج في جامعتها وقد جرت آلية اختيار رئيس الحكومة عن طريق الاقتراع السري بعد أن منح الانتقالي عشرين دقيقة لكل مرشح لتقديم تصوره للحكومة الانتقالية. ثم بدأت عملية الاختيار من قبل أعضاء الانتقالي. وشارك في التصويت 51 عضواً من المجلس. ونال الكيب 26 صوتاً منحته حق تولي رئاسة الحكومة طوال الأشهر الثمانية المقبلة.. وكانت المنافسة قوية بينه وبين عضو آخر هو مصطفي الرجباني للبحث عن خليفة لرئيس الوزراء المستقيل محمود جبريل. وعندما يتمكن الكيب من تشكيل الحكومة الجديدة سوف يدخل التاريخ كرئيس أول حكومة ليبية في مرحلة ما بعد القذافي أو ما بعد إعلان التحرير. ويعتبر الكيب نفسه من فئة التكنوقراط. وقد أكد أنه سوف يسعي إلي تشكيل حكومة تكنوقراط تناسب المرحلة الحالية التي تمر بها ليبيا. وحسب خطاب التكليف الصادر عن مصطفي عبدالجليل رئيس المجلس الانتقالي. فإن هذه الحكومة سيكون عمرها ثمانية شهور فقط تعد خلالها لصياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات عامة. وكان الكيب قد أعلن أنهم اتفقوا في الإعلان الدستوري المؤقت علي إعلان التحرير من المقر المؤقت للمجلس الوطني وهو بنغازي. وأضاف أنه بعد إعلان التحرير من قبل رئيس المجلس الوطني المستشار مصطفي عبدالجليل سيتم انتقال غالبية الأعضاء إلي طرابلس. والكيب صاحب تاريخ أكاديمي وعملي طويل يرجو المراقبون أن ينعكس ايجابياً إلي نجاحات خلال عمر وزارته القصير.. فقد تخرج في جامعة طرابلس وحصل علي شهادة البكالوريوس في مجال الهندسة الكهربائية عام 1973. كما حصل علي شهادة الماجستير من جامعة كاليفورنيا عام 1976. ومن ثم شهادة الدكتوراة من جامعة ولاية نورث كارولينا عام .1984 نال الكيب العديد من الجوائز العلمية في مجال تخصصه من بينها جائزة "الريادة والتميز في أبحاث هندسة الطاقة. والمساهمات المتميزة في خدمة السلطة والتعليم والطاقة". وحصل علي جائزة الامتياز في الخدمة. الجامعة الأمريكية في الشارقة عام 2001. وجائزة في كلية الهندسة. جامعة ولاية ألاباما التي عمل بها أستاذاً لأكثر من عشر سنوات.