مع بدء مباريات الدوري العام. بدأ البعض يتحدثون عن "العك الكروي" ويقارنون بين مستوي الكرة المحلية والكرة التي شاهدها الكثيرون في مباريات كأس العالم الأخيرة بروسيا! والحقيقة أن المباريات التي تفرجت عليها في كأس العالم الأخيرة. ليست بقوة ولا إمتاع ما كنا نتفرج عليه في البطولات السابقة! وربما كان الخروج المبكر لفرق كبري من البطولة. كالأرجنتين وألمانيا والبرتغال وإسبانيا قبل الوصول للدور ربع النهائي. ثم خروج البرازيل من الدور ربع النهائي. قد أفقد البطولة بريقها وإثارتها. لا سيما وأن هذه المنتخبات تضم نجوما عالميين من أمثال رونالدو وميسي ونيمار وغيرهم ممن تعلقت بهم قلوب عشاق الكرة! ولعل إحصاءات الفيفا. تبرهن علي مدي ما لحق بكأس العالم من تراجع في مستوي الإثارة وغياب عنصر المفاجأة. باستثناء فريق كرواتيا الذي لم يكن أحد يتوقع قبل البطولة وصوله للمباراة النهائية ومنافسته علي اللقب أمام المنتخب الفرنسي! وتشير الإحصاءات إلي أن بطولة كأس العالم في روسيا كانت بطولة الركلات الثابتة. فخلال 62 مباراة سبقت المباراة النهائية سجل اللاعبون 68هدفا من ركلات ثابتة. وهو رقم قياسي جديد. ومن بين 32فريقا شاركوا في البطولة. هناك 15منتخبا سجلت 50% من أهدافها. علي الأقل. من ركلات ثابتة. سواء أكانت من ضربات ركنية أو نتيجة لأخطاء ارتكبها المدافعون ضد منافسيهم! ويقول خبراء الفيفا. أن الأخطاء كثيرة. والسبب في ذلك هو التدريب المكثف للحكام قبل البطولة. الأمر الذي أدي إلي زيادة رصد واحتساب الأخطاء لصالح بعض الفرق. خصوصا داخل منطقة الجزاء الأمر الذي أسفر عن احتساب 28ضربة جزاء. سجل منها اللاعبون 21 هدفا. والحقيقة أن كثرة الأخطاء واحتساب الركلات الحرة سببها ضعف المدافعين الذين لا يتمكنون من استخلاص الكرة من مهاجمي الفريق الخصم. فيلجأون لإعاقتهم أو عرقلتهم وتشتيت الكرة خارج الملعب لتحتسب عليهم ركلة ركنية.يدل علي ذلك أن هناك خمسة أهداف من بين 11هدفا في مباريات الدور ربع النهائي. وهدفين من أربعة في الدور قبل النهائي جاءت من ركلات ثابتة! في روسيا 2018. تخلي كثير من الفرق. عمدا. عن كثرة الاستحواذ علي الكرة. وركز اللاعبون علي الدفاع. وغالبا ما كانوا يتكتلون لإغلاق منطقة الجزاء. هذا الأسلوب بعيد كل البعد عن الإثارة المتمثلة في انطلاق اللاعبين بالكرة والتمريرات الدقيقة والسريعة والشبيهة بالعزف علي آلة موسيقية. والمراوغات الذكية للمرور من الخصوم والتي تمتع الجماهير وتفجر آهات الإعجاب من داخل صدورهم! إن المنتخبات الوطنية تستعد للبطولات الكبري خلال أسابيع قليلة. وبالتالي فمن الأسهل أن تلجأ للدفاع بدلا من الهجوم. لذلك تصل كرات كثيرة إلي منطقة المرمي. فيزداد احتساب ركلات الجزاء والركلات الحرة حول المنطقة. ويتم تشتيت الكرة إلي ركلات ركنية. وهذا بالطبع يتسبب في قلة الأهداف الناتجة عن اللعب المفتوح. ومن هنا يقل عنصر الإثارة والتشويق. لكن الحديث عن "قلة الإثارة" في مباريات كأس العالم شيء. وما يسمونه ب "العك الكروي" في الدوري شيء آخر. لأن انعدام الإثارة في كأس العالم وليد تخطيط وتكتيك للوصول إلي نتيجة معينة. أو ناتج عن الخروج المبكر لبعض الفرق الكبري. كما سبق القول. أما "العك الكروي" في الدوري فهو ناتج عن العجز. سواء لدي المدربين او اللاعبين!