لم تشهد الاسكندرية من قبل حالة السلبية التي يشهدها الشارع السكندري هذه الايام في انتخابات مجلس الشعب في أغلب دوراته.. وهو مايؤكد علي أن عملية الحشد يوم الانتخاب هي المشكلة الحقيقية.. ولعل الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هم اصحاب شركات الدعاية ومحال الفراشة. ** الدعاية في انتخابات مجلس الشعب بالاسكندرية ليست مثل كل دوره انتخابية ربما لأنها المرة الاولي التي تشهد المحافظة خوض اثنين من الوزراء للانتخابات وهما الدكتور "مفيد شهاب" وزير المجالس النيابية والشئون القانونية واللواء "محمد عبدالسلام المحجوب" وزير التنمية المحلية مما جعل التركيز الاعلامي عليهما أكثر من باقي المرشحين بحكم موقعيهما. .. وبوجه عام فالدعاية الانتخابية تتنوع بين كل مرشح واخر ويبقي اللواء "عبدالسلام المحجوب" هو صاحب الدعاية الأكبر في تاريخ انتخابات الاسكندرية بعد ان نشر صوره في جميع الدوائر وليس دائرته الانتخابية فحسب مما جعل بعض المرشحين يسارعون بتكثيف دعايتهم. المحجوب وضع صورة ضوئية علي الكورنيش والكباري والفنادق الكبري. ** اما الدكتور مفيد شهاب فقد استعاض عن الدعاية المكثفة بتكثيف لقاءاته وندواته بأكثر من ندوة في اليوم الواحد. * وفي دائرة مينا البصل اقام المرشحون الصعايدة سرادقا كبير متاح ليل نهار لتوزيع المشروبات الباردة والساخنة واللحوم والارز وغيرها من أمور دعائية.. وكذلك الحال بدائرة العامرية حيث اقام مرشح الحزب خيمة كبيرة لاستقبال مؤيديه علي طريقة الاعراب. ** والطريف حقا هو عدم تواجد بعض المرشحين علي الاطلاق مثلا "طارق طلعت مصطفي" اختفت لافتاته ربما لعلمه انه لايوجد منافس حقيقي له في الدائرة في ظل ضعف المرشحين وتسجيله لعمال شركاته بدائرته.. وتبقي "المرأة" هي الاضعف علي الاطلاق في دعايتها فبالرغم من ان عدد المرشحات يتعدي الخمس عشرة مرشحه علي مقعد "الفئات" إلا أن مرشحة الحزب الوطني "ناديه عبده" "فئات" هو الوحيده التي نشرت صورها بالحجم الكبير في جميع انحاء الاسكندرية منفرده بنفسها بعيدا عن زميلتها "سعاد صالح" المرشحه علي مقعد العمال.. واختفت ايضا دعاية باقي المرشحات الذين لايتوافر لدي الناخبين اي معلومات عنهم.. فهل تشهد الايام القادمة ندوات حزبية موسعة من أجل مرشحات "الكوتة" ليحتكوا برجل الشارع والسماع للرأي والرأي الاخر أسوة بالرجال؟! ** أحزاب المعارضة بوجه العموم وضعت للمرشحين لافتات قليلة وضعيفة لاتجعل الناخب يتعرف فيها عليهم. ** وبالرغم من اللافتات التي احتلت ميدان المنشية وشارع أبوقير والكورنيش بخلاف الشوارع الداخلية للدعاية الانتخابية.. تبقي دعاية "الفئات" لمرشحي الحزب الوطني هي الاكبر والاقوي ومستقلة عن المرشح "العمال" بالدائرة وتبقي اللقاءات الشخصية والجولات علي الاقدام هي الأكثر تأثيرا في الانتخابات وأيضا التعاقد "المادي" مع من يملك كتلة تصويتية بكل دائرة والقادر علي الحشد لمن حوله أي كما يطلق عليهم "سماسرة انتخابات" لتوريد الناخبين واسعار السماسرة تبدأ من خمسة الاف جنيه لتصل الي 150 الف جنيه. وتبقي الدوائر المفتوحة بالاسكندرية من اصعب الدوائر لصراع الوطني مع الوطني وهو مايستغله باقي المرشحين المستقلين والمعارضة لعقد اتفاق مع مرشح الوطني للتضحية بزميله المنافس له علي نفس الموقع.. اما باقي الدوائر فمقعد "العمال" هو الاقرب لكافة الاحزاب والمستقلين.