انتخابات مجلس الشعب علي الأبواب.. وتتضمن لأول مرة مقعدين للمرأة علي مقعد "الكوتة" وبالرغم من ذلك فإن الشارع السكندري لا يزال حتي الآن غير مستعد للمشاركة في العملية الانتخابية فالجمعيات الأهلية بالثغر وحتي المجالس المحلية بالأحياء والمحافظة تجاهلوا دورهم الأساسي في إعداد ورش عمل وندوات وحلقات نقاشية لتحفيز الشباب علي المشاركة السياسية. فالجمعيات الأهلية انشغلت بمصالحها الخاصة والمجالس المحلية في انتخاباتها الداخلية وستبقي مشكلة كل انتخابات هي كيفية الحشد لاقناع الناخبين بالتوجه إلي الصناديق.. المؤسف أن المرشحين ومن معهم من اصدقاء وأقارب ومعارف يتعاملون بأسلوب غير منطقي فمن يخوض المجمعات الانتخابية ولا يحالفه التوفيق يقرر أن يقاطع الانتخابات وخاصة المرشحين من المجالس المحلية لأنهم الأكثر تواجدا بالشارع السكندري وتبدأ مقولة أن الانتخابات مزورة وان المسألة معدة لأحد المرشحين أو أن الانتخابات مجرد تمثيلية وهكذا ويقنعون كل من يلتقي بهم بعدم التوجه لصندوق الانتخابات وهو أسلوب بعيد عن أي شعور بالانتماء. الشواهد الأولية ظاهرة للعيان فعندما عقدت ندوة بمركز شباب السيوف مؤخرا تم الاستعانة بموظفي شركة مياه الإسكندرية والشركات الخاصة حتي تمتلئ المقاعد. وما نشاهده الآن من حالة الرواج والحراك المستفيد منه هم مجموعة العاملين في مجال الطباعة وتعليق اللافتات "والهتيفة" ومكاتب الدعاية وأصحاب المقاهي التي تصبح موقعا للجلسات الانتخابية والمطاعم بخلاف اصحاب "السبوبة" الذين يحصلون علي نقود المرشحين لنقل الكلام وإثارة الفتن وما أكثرهم وجميع هؤلاء لا يشاركون بالإدلاء بأصواتهم ولا يستطيعون حشد عشرة أفراد. وتبقي مسيرات المرشحين واللقاءات الانتخابية فما هي إلا زفة كدابة. وبالنسبة لمرشحي أحزاب المعارضة فأغلبهم لا يستطيع جمع خمسين صوتا ولا يوجد تواجد لهم لا علي الساحة السياسية أو حتي بالمجالس المحلية التي هم اعضاء فيها. الأغرب حقا أن المرشحين عن أحزاب المعارضة قد تم اعلامهم بدوائرهم الانتخابية مع ذلك لم يفكر احدهم بالنزول لدائرته للمرور بها أو حتي تعريف رجل الشارع بنفسه لأنه لا يستطيع ذلك بالفعل وقلة مد مرشحي التجمع والاحرار والوفد والغد القادرين علي المواجهة بحكم كونهم خاضوا انتخابات مجلس الشعب علي مدار عدة دورات ولم يوفقوا فأصبح اسمهم معروفا من اللافتات وعندما وجدوا فرصة الظهور وراء بيانات التغيير بهدف "الشو" الإعلامي. ولعل ما يضحك بالفعل ما ينفقه المعارض "أيمن نور" علي زياراته وجولاته بالإسكندرية طوال العام وكان الأجدر به أن ينفقه علي حزبه المنقسم من أجل اقامة قافلة طبية أو تنظيم حملة للتبرع بالدم من أجل تقديم خدمة فعلية لرجل الشارع بدلا من المظاهرات والمعارضات للتصوير الاعلامي بالفضائيات ومواقع النت المدفوعة الثمن. ولا نستطيع أن نتجاهل أن الناخب يحمل "المرشح" علي وجه العموم مسئولية ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة أو اللحوم أو ضيقه من عمله أو حتي ملله من أسرته وزوجته فيقرر الاحجام عن المشاركة في الانتخابات بدعوي "ايه اللي حيتغير". علي الجانب الآخر تظل جماعة الاخوان المحظورة لديها القدرة الفعلية علي حشد اعضائها لانتخاب أي مرشح لا يعرفونه ولكنها أوامر تنفذ علي الفور ويخرج فيها الرجال والنساء معا بالآلاف.. ويتم الاستعداد لديهم للانتخابات منذ الدورة السابقة من خلال دور العبادة والجمعيات الأهلية التابعة لهم وغير المعلنة رسميا وغيرها من السبل المعروفة وغير المعروفة ويبقي الأهم الأموال الوفيرة مجهولة المصدر لدي الجماعة والتي تتيح لهم الانفاق علي الانتخابات وسرادقات ولافتات ومواقع الكترونية ووجبات وإعاشة ومندوبين والتي تمكنهم من خلق معركة عنيفة لا تستطيع أحزاب المعارضة خوضها خاصة أن كل رئيس حزب يهتم بنفسه وبأناقته وظهوره الاعلامي والكيان الخاص به علي حساب أمانات الحزب بالمحافظات. أحزاب المعارضة ومرشحوها يبحثون الآن عن صفقات للمرور وكسب الأصوات فالوفد يبحث مرشحوه عن صفقة علي مقعد العمال بسيدي جابر والفئات بالجمرك والعمال بالعطارين وباقي الأحزاب تبحث عن مقعد العمال بباب شرقي وعمال العطارين وعمال الجمرك وكرموز بمقعديها وغربال مقعديها وتبقي مقاعد العمال هي الأهم في اختيارات المعارضة. أما كوتة المرأة فالاخوان يعتمدون علي سياسة طرق الأبواب واللقاءات بالمساجد والمستوصفات بعيدا عن مؤتمرات انتخابية تقف فيها المرأة لتخاطب الرجال لأنها لا تتمشي مع نهجهم.. أما أحزاب المعارضة فالمرشحة المرأة تفضل اللجوء إلي الصحف من أجل نشر صورها للدعاية. ويبقي الحزب الوطني هو الأقوي في مسألة الدعاية الانتخابية والمؤتمرات في بعض الدوائر وليس جميعها.. ومما لا شك فيه أن أزمة دائرة الرمل الأخيرة ومحاولة استقالة أمين الدائرة وأمناء الشياخات تلقي بظلها علي باقي دوائر الإسكندرية. الأيام القادمة هي الفارقة ومما لا شك فيه أن بدء الدراسة وانتخابات الطلبة بكل اتحاد للطلاب بالجامعات ينعكس بدوره علي انتخابات مجلس الشعب بصورة مباشرة أو غير مباشرة ويكفي أن نذكر ان منع تدخين الشيشة في المقاهي بالرغم من كونه من أجل مصلحة المواطن السكندري إلا أنه اصبح قضية انتخابية. كان يجب علي رؤساء الأندية الجماهيرية ان يبدأوا في وضع بذرة الذهاب إلي صناديق الانتخابات وكذلك مراكز الشباب ولكن ذلك لم يحدث بالطبع.. كما يجب علي أمانة الشباب وأمانة التدريب والتثقيف والمرأة بالحزب الوطني البدء في تنظيم حلقات نقاشية لرجل الشارع وليس لاعضاء الحزب