بداية ساخنة لانتخابات مجلس الشعب المقبلة ظهرت مؤشراتها مع اليوم الاول لتلقي اوراق الراغبين في الترشيح باسم الحزب الوطني ولمدة أسبوع كامل. ومن المتوقع ان تشهد الانتخابات درجة عالية من التنافس لحرص اعداد كبيرة علي الترشيح. اليوم بعد مرور7 أيام علي بدء تلقي امانات الحزب الوطني بالمحافظات أوراق المرشحين.. ماهي الملامح الرئيسية للانتخابات البرلمانية داخل الحزب الوطني؟ ومن هم أبرز المرشحين عن الحزب؟ بنظرة متأنية للمشهد الانتخابي داخل الحزب الوطني خلال الاسبوع الماضي وبعد تلقي طلبات الترشيح نجد ان الحزب قد انتهج اساليب جديدة تؤكد اقدامه علي الانتخابات بجدية بعد ان نحي جانبا نظرية المقاعد المضمونة تحت القبة وأصر علي اختيار المرشح الاكثر قوة وشعبية والتحاما بالمواطنين وتحديد ذلك من خلال مسارات ثلاثة هي استقصاءات الرأي والمجمعات الانتخابية الموسعة والانتخابات الداخلية للحزب وهو مايعد توجها جديدا لم يتبعه الحزب من قبل في اختيار مرشحيه ويعطي المرشح قوة وثقلا في دائرته الانتخابية كما ان الأسلوب الجديد في اجراء انتخابات داخلية لاختيار مرشحي الحزب فهو أسلوب يتبع لاول مرة في الحياة الحزبية بمصر فضلا علي ذلك انه لايوجد استثناءات ولا خطوط حمراء في إجراء الانتخابات الداخلية التي يخضع لها الوزراء والمسئولون من اعضاء الحزب وهو مايؤكد حرية وارادة الاعضاء في اختيار مرشحيهم. وقد كانت تصريحات السيد صفوت الشريف الامين العام للحزب الوطني صريحة وحازمة في عدم وجود صفقات مع الحزب ولا أحد يملك عقد هذه الصفقات كما يؤكد الأمين العام ولم يحدث مرة واحدة ان طرحت مجرد فكرة التنسيق او عقد صفقات مع احد وهو ماينفي الحديث الدائر في الشارع السياسي الذي يروج لوجود مثل هذه الصفقات لحساب المعارضة وعلي رأسها حزبا الوفد والتجمع لكن تصريحات الشريف قطعت الطريق علي مروجي هذه الشائعات. وعودة الي المشهد الانتخابي داخل الحزب الوطني فإنه يدل علي ان الحزب لن يفوت الفرصة هذه المرة ولن يتكرر فوز الجماعة المحظورة ب88 مقعدا تحت القبة في عام2005 وهو مايعد التحدي الاكبر امام الحزب الوطني بالعودة الي حصد هذه المقاعد مرة اخري, وربما المؤشرات الأولية تدل علي عودتها للوطني بعد ترشح عناصر مهمة في الدوائر الانتخابية التي يمثلها نواب الاخوان في البرلمان. وقد حدد الحزب الوطني رسوم خوض انتخابات مجلس الشعب بمبلغ لايقل عن5 آلاف ولايزيد علي15 الف جنيه لضمان جدية الترشيح وليس اتاوات كما يصورها البعض, فمن المعروف أن الدعاية الانتخابية للحزب تحتاج الكثير من النفقات, كما ان الحزب ليست لديه مصادر تمويل غير التبرعات واشتراكات الاعضاء ومساهمات رجال الاعمال التي لاتمثل إلا40% فقط من مصادر التمويل. هكذا وضحت الملامح الرئيسية لخطة تحرك الوطني في انتخابات مجلس الشعب المقبلة بهدف حصد اكبر عدد من المقاعد تحت القبة, لكن من هم ابرز المرشحين باسم الحزب والذين تقدموا بأوراق ترشيحهم لأمانات الوطني في محافظات مصر؟! الصورة بدأت تتضح ملامحها من خلال الأسبوع الماضي وهو مدة تلقي طلبات الترشيح ومن خلال حصد كامل لأيامه السبعة نجد ان قائمة مرشحي الوطني ضمت العديد من الشخصيات المهمة والبارزة في المجتمع ومنهم الوزراء الحاليون والسابقون والمسئولون ورجال الاعمال والاعلاميون ومشاهير الكرة من ابرز الوزراء الحاليين الذين تقدموا بأوراق ترشيحهم باسم الحزب الوطني الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية عن دائرة محرم بك بالاسكندرية, والدكتور يوسف بطرس غالي بدائرة شبرا بالقاهرة, والدكتور سيد مشعل وزير الانتاج الحربي في حلوان عن نفس الدائرة التي ينافسه فيها الكاتب الصحفي مصطفي بكري ومن المتوقع ان تحتدم المنافسة بينهما حيث يعتمد الوزير علي الكتلة العمالية الموجودة في الدائرة بينهما يعتمد بكري علي ثقته في أهالي دائرته وأبناء الصعيد الذين يمثلون الغالبية العظمي من أبناء الدائرة. ايضا من الوزراء المرشحين علي قائمة الوطني السيد امين اباظة وزير الزراعة علي مقعد الفئات بدائرة التلين الذي كان يشغله شقيقه محمود أباظة رئيس حزب الوفد السابق والدكتور علي مصيلحي وزير التضامن عن الشرقية وفايزة ابوالنجا وزيرة التعاون الدولي ببورسعيد, والدكتور نصر علام وزير الري بسوهاج والدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار بكفر شكر في القليوبية, بينما كان الدكتور احمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب اول المتقدمين بأوراق ترشيحه لأمانة الحزب الوطني بالقاهرة لخوض الانتخابات عن دائرة السيدة زينب والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية بدائرة الزيتون. ضمت القائمة عددا من الوزراء السابقين وابرزهم الدكتور احمد جويلي وزير التموين والتجارة السابق بالدائرة الخامسة ومقرها مركز شبراخيت وهي دائرة النائب شمس الدين انور احد النواب الحاليين الذين وردت اسماؤهم في قضية نواب العلاج وهو مايؤكد ان شمس لن يكون مرشح الوطني علي هذا المقعد ويكون الوزير السابق هو المرشح الاول له. أيضا من ضمن الوزراء السابقين الدكتور محمود أبوزيد وزير الري والموارد المائية سابقا عن دائرة نهطاي بالغربية والسيد كمال الشاذلي وزير شئون مجلسي الشعب والشوري السابق والمشرف العام علي المجالس القومية المتخصصة والذي تقدم باوراق ترشيحه في المنوفية. وهو أقدم برلماني وصاحب الشعبية الكاسحة في دائرته. من ابرز رجال الاعمال علي قائمة مرشحي الحزب الوطني المهندس أحمد عز امين التنظيم بالحزب الوطني عن المنوفية ومحمد أبوالعينين بالجيزة ومصطفي السلاب بالقاهرة وهاني سرور بالقاهرة وعبدالرحمن بركة بالدقهلية وطارق طلعت مصطفي بالاسكندرية ومحمد المرشدي وطلعت القواس بالقاهرة وطلعت السويدي ومحمود خميس بالشرقية ومحمد المصيلحي الاسكندرية. ومن ابرز الإعلاميين في قائمة الوطني الإعلامية المعروف درية شرف الدين بالبحيرة والاعلامية نجوي أبو النجا بحلوان والاعلامية حياة عبدون بالشرقية, وعدد من الزملاء الصحفيين بينهم عبدالعظيم الباسل بالفيوم ومحمود معروف بالقليوبية وعطية عبدالحميد بالمنصورة ومحمد القصاص بكفر الشيخ ومني طعيمة بالشرقية وابو سريع امام بالقليوبية. كما ضمت القائمة عددا من مشاهير الكرة ومنهم الاعلامي ونجم الكرة السابق احمد شوبير بطنطا والعامري فاروق عضو مجلس ادارة النادي الأهلي عن دائرة الدقي والعجوزة وسيد جوهر وكيل لجنة الشباب عن دائرة الدقي والعجوزة( عمال) والمندوه الحسيني في الجيزة ومعتمد جمال بالقليوبية. وعلي الرغم من ان قائمة مرشحي الوطن تضم عددا كبيرا من الاسماء المهمة والبارزة علي الساحة فإن المعارضة ليست سهلة وتتمتع بشخصيات لها ثقل انتخابي وهو ماينذر بوجود منافسة شرسة بين اطراف المعركة الانتخابية ومن المؤكد ان الحزب الوطني لن يجد الطريق ممهدا للوصول الي اكبر عدد من المقاعد تحت القبة, ومن ابرز رموز المعارضة محمد مصطفي شردي عضو مجلس الشعب الحالي عن دائرة المناخ بمحافظة بورسعيد والمتحدث الرسمي باسم حزب الوفد وفؤاد بدراوي نائب رئيس الحزب والباحث ضياء رشوان عن حزب التجمع في الأقصر وصلاح الصايغ مرشح الوفد بالاسماعيلية ورجب حميدة مرشح الغد بعابدين وحمدين صباحي مرشح الكرامة بكفر الشيخ. لكن التساؤل الذي يطرح في الشارع.. لماذا يقدم هذا العدد من الوزراء طلبات برغباتهم في الترشيح لكي يحصلوا علي الحصانة والتي ليسوا في حاجة لها, فهم وزراء في الحكومة وربما لا تضيف لهم الحصانة البرلمانية شيئا جديدا, ولكني أسأل: هل سيكون الوزير خصما وحكما في نفس الوقت عندما يتم مناقشة استجوابات أو طلبات إحاطة تحت القبة, فبأي صفة سوف يتحدث الوزير النائب, هذه هي المشكلة التي سيكون فيها أمر الفصل بين المنصب والعضوية مسألة صعبة, لكن في حالة ما اذا كان بعضهم سيكون نائبا في البرلمان ويخرج من الوزارة في حالة تشكيل حكومة جديدة فهذا يكون فألا حسنا.. ولعل الأيام المقبلة ستحدد أين تكمن الحقيقة.