انفرط عقد التحالفات والتكتلات حين اكتشفت غالبية الأحزاب الليبرالية والسلفية أن حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين يطمح في الاستحواذ علي نصيب الأسد في الانتخابات البرلمانية المقبلة حيث ينافس علي 70% في القوائم و99% علي المقاعد الفردية بدلاً من 45% حسب الاتفاق المعلن مسبقاً بين أحزاب التحالف الديمقراطي الذي تقلص عددها من 34 حزباً إلي 12 حزباً فقط بعد اكتشاف طمح الاخوان في الانفراد بأغلبية مقاعد البرلمان؟! ما يفعله الاخوان الآن هو نفس ما كان يفعله الحزب الوطني المنحل في الانتخابات البرلمانية السابقة التي كان يصر فيها علي الاستحواذ علي أغلبية مطلقة ولو بالتزوير .. وكلنا يتذكر انتخابات عام 2005 حين حصل الاخوان علي 80 مقعداً في المرحلة الأولي وعندما استشعر الحزب الوطني الخطر مارس هوايته المفضلة في تزوير المرحلة الثانية ليحصل الاخوان علي ثمانية مقاعد فقط!! الاستثناء الوحيد أن الاخوان لن يلجأون إلي التزوير مثلما كان يفعل "الوطني" لأنه لديهم شعور جارف بأنهم الابرز علي الساحة السياسية الآن .. ولا يوجد حزب أو تحالف أو تكتل قادر علي منافستهم .. وهو تفكير آراه قد يضر بالاخوان أنفسهم سواء صدق شعورهم وحققوا الأغلبية أو تبين لهم أن حجمهم الحقيقي لن يزيد علي 30 أو 35% من مقاعد البرلمان!! وبصرف النظر عما ستسفر عنه نتيجة الانتخابات المقبلة فإن الاخوان بممارستهم تلك يطبقون سياسة استبعاد الآخر وهي نفس السياسة التي كان ينتهجها الوطني المنحل .. فضلاً عن انهيار مصداقية جماعة الاخوان التي أعلنت مراراً عقب الثورة أنها لن تنافس إلا علي 35% من المقاعد فإذا بها ترغب في الاستحواذ علي أغلبية البرلمان!! مصر في حاجة اليوم قبل غدا إلي برلمان قوي قادر علي النهوض بهذا البلد والوصول به إلي بر الأمان .. برلمان انقاذ تشارك فيه كل الأطياف السياسية .. لأن الغرض المفترض منه هو مصلحة مصر .. وليس مصلحة جماعة أو حزب بعينه!! * كلام وبس : * أؤيد تماماً الدكتور عمرو الشوبكي حين كتب أننا شعب قام بثورة لكنه فشل في تغيير الوجوه القديمة وطريقة التفكير القديمة .. فالقضية ليست مجرد تغيير وجوه .. بل سياسات!! * الانفلات بمعناه الواسع بات في كل مكان .. هل الغرض من ذلك أن نندم علي زمان؟!! * كلما قرأت مقالاً للكاتبة العراقية أمل السامرائي أشعر أنها أكثر وطنية من ملايين المصريين .. وأنها حريصة علي استقرار هذا الوطن أكثر من أبنائه!! * جلال عامر .. هو الكاتب الصحفي الوحيد الذي يجعلني أضحك وأبكي في نفس الوقت .. إنه نجيب الريحاني الصحافة المصرية!!