بدأت أندية الدوري العام لكرة القدم تصرخ بقوة وبصوت مرتفع جدا من لائحة لجنة المسابقات بإتحاد الكرة بعد تعديلها وتغليظ العقوبات وإعطاء عقوبة نقل المباريات خارج ملاعب الأندية.. وحرمان الجماهير من حضورها في حالة وقوع أحداث شغب وذلك قبل توقيع غرامات مالية عند قيام الجماهير باحداث تلفيات في الملعب وكنت أنتظر من قيادات مجالس إدارة الأندية المثقفين ان تصفق لاتحاد الكرة علي تلك اللائحة الرائعة التي تهدف لإعادة الهدوء والاستقرار لملاعبنا وتحافظ علي صورتها الحضارية أمام الملايين من عشاق الكرة المصرية الذين يتابعون مبارياتها عبر القنوات الفضائية من داخل مصر وخارجها لأنها تمر بمرحلة فارقة في تاريخها وشعبها العظيم يستعيد دولته الجديدة والحديثة مصر العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والديمقراطية وبالتالي فلا مجال لأن نشغل قيادات الدولة ممثلة في المجلس الأعلي لقواتنا المسلحة الباسلة بمشاكل ملاعب كرة القدم.. فالمشرحة مش ناقصة قتلة فالجماهير التي تصر علي الخروج علي النص وارتكاب أعمال الشغب والبلطجة في الملاعب بحجة أن فريقها خسر مباراة أو أن حكمة ظلمه يجب حرمانها ليس من مباراة واحدة بل حرمانها من حضور أكثر من مباراة حتي نجنب الأمن والشرطة المزيد من الضغط والمشاكل في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة لتأمين المواقع الحيوية والمنشآت وانتخابات مجلسي الشعب والشوري ثم رئيس الجمهورية وكلنا يعلم أن الأمن لم يستعد بعد عافيته وهيبته هذا من ناحية.. ومن ناحية أخري ان حرمان الجماهير من حضور مباريات أنديتها ومن الاستمتاع بفنون الساحرة المستديرة من داخل الملعب يعتبر الحل الامثل والنموذجي للتصدي لظاهرة الشغب التي تفشت بصورة مرعبة منذ قيام ثورة شعب مصر المجيدة في 25 يناير وكلنا يذكر بداية موقعة أبو جلابية لجماهير الزمالك مرورا بكارثة جماهير الأهلي في مباراة كيما أسوان وصولا لمهزلة جماهير المحلة في افتتاح الدوري هذا الموسم أمام النادي المصري والذي عاش لاعبوه واعضاء مجلس ادارته ساعات عصيبة من الفزع والرعب بسبب شغب جماهير المحلة حتي عاد فريق المصري بسلامة الله لبورسعيد الباسلة.. وانطلاقا من هذا الواقع المرير فانني أنتظر من قيادات مجالس إدارة الاندية أن تدعم اتحاد الكرة في تلك اللائحة وأن تبذل قصاري جهدها في توعية جماهيرها في الالتزام بالسلوك الحضاري والرياضي في تشجيعها وأن تطالبها بالتصدي للقلة المندسة التي دأبت علي ارتكاب احداث الشغب لدعم جهود الاتحاد ورجال الامن في الحفاظ علي هدوء الملاعب وسلامة وراحة الجماهير التي تسعد بمشاهدة المباريات وتساهم بحضورها في اشعال حماس اللاعبين كونها تمثل حافزا لهم لاخراج كل مالديهم من جهد ومهارات في فنون الساحرة المستديرة مما ينعكس في النهاية علي رفع مستوي اللعبة.. بجانب أن حضورها يمثل أحد أوجه الايرادات المالية التي تعتمد عليها الاندية في انعاش خزائنها التي تحتاج لكل مليم للوفاء بالتزاماتها في ظل نظام الاحتراف لذلك أقولها بصراحة برافو سمير زاهر زعيم الجبلاية وعامر حسين رئيس لجنة المسابقات علي تلك اللائحة القوية والتي أري انها البداية الحقيقية لاعادة الانضباط والهدوء لملاعبنا حتي لو لعبنا الدوري كله هذا الموسم بدون جماهير.. فالمهم ان تنجح المسابقة وتمر بسلام بدون خسائر مادية في الارواح.. وهذا يتطلب من اتحاد الكرة أن يطبق اللائحة بحسم وحزم شديدين علي كل الاندية سواء كانت كبيرة أو صغيرة تحقيقا للعدالة ولمبدأ تكافؤ الفرص.. وحتي يصبح السلوك الحضاري والرياضي هو السمة السائدة والمميزة لملاعب الكرة المصرية.. قولوا ان شاء الله.