كل عام والملايين من عشاق الكرة المصرية بخير بمناسبة انطلاق قطار الدوري منذ ساعات من محطته الأولي في رحلة استثنائية لوجود 19 راكبا من أندية الممتاز يستقلون قطار هذا الموسم.. ومن المتوقع ان تحمل تلك المرحلة الاستثنائية كل عناصر التشويق والاثارة والمتعة لفنون الساحرة المستديرة تجعلني أتوقع أن يكون هذا الموسم أكثر قوة وسخونة وارتفاعا في المستوي والمنافسة بعد الغاء الهبوط لتستمر أندية الاتحاد السكندري والمقاولون العرب وسموحة والتي تملك خبرة اللعب في تلك المسابقة القمية للعبة بجانب صعود الثلاثي الداخلية وغزل المحلة وتليفونات بني سويف بطموحاتها وأحلامها في اثبات وجودها في دوري الأضواء والشهرة.. وهناك مثلث البطولات الأهلي والزمالك والإسماعيلي ومعهم انبي بطل الكأس وبين هؤلاء وهؤلاء تضم الرحلة أندية غاية في الشراسة والقوة الاقتصادية والفنية بينما اتحاد الكرة قرر هبوط ستة أندية لدوري المظاليم في ختام رحلة قطار الكبار ولذلك فان الصراع سيبدأ مبكرا اعتباراً من ضربة البداية ليس فقط بسبب الحالمين بمنصة التتويج ولكن لرغبة الجميع في البحث عن طوق النجاة والدخول في منطقة الأمان مبكرا من أجل البقاء مع الكبار في ظل مذبحة الهبوط لعالم المظاليم التي سيتعرض لها ستة من ركاب قطار الأضواء والشهرة في رحلته الاستثنائية.. ولذلك فنحن علي موعد مع موسم أفضل وأكثر تشويقا وارتفاعا في مستوي الأداء العام فرديا وجماعيا من الموسم المنقضي الذي اتفق عليه الخبراء انه كان الأقوي في تاريخ الكرة المصرية خاصة أن كل الأندية بلا استثناء كبيرها وصغيرها.. حديثها وقديمها قام بضخ ملايين الجنيهات من أجل تجديد صفوفه وعقود لاعبيه وتنفيذ فترات الاعداد وبالتالي فالجميع سيقاتل في الملعب بشراسة دفاعا عن طموحه المشروع.. وهنا يأتي دور اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر ممثلا في لجنة الحكام والمسابقات بتوفير كل مظاهر العدالة وتكافؤ الفرص لتلك الرحلة الشاقة والصعبة والطويلة لقطار الدوري فالحكام يتحملون مسئولية كبيرة جدا في العبور بها لبر الأمان باليقظة والقرارات السليمة والحسم والصرامة في تطبيق القانون علي الجميع وعدم الرهبة من جماهير هذا النادي.. أو ذاك وهنا يجب توفير الحماية للحكام حتي يتمكنوا من اتخاذ قراراتهم في حرية كاملة لانهم قضاة الملاعب وهم في النهاية يريدون تحقيق العدالة والنجاح لأنفسهم كأحد عناصر اللعبة التي تبحث عن الشهرة والنجومية.. والحكم يعلم ان ارتكاب أخطاء متعمدة أو مجاملة فريق علي حساب آخر يعني القضاء علي مستقبله في الملاعب.. وحتي يتحقق النجاح لحكامنا هذا الموسم في تلك المرحلة الفارقة التي يمر بها الوطن في تاريخه بعد قيام ثورة 25 يناير المجيدة فلابد من الضرب بيد من حديد بتوقيع عقوبات رادعة علي اللاعب أو المدرب أو الإداري الذي يحاول اثارة الشغب ولا يلتزم بقرارات الحكام.. أما عقوبة الجماهير التي تثير الشغب بداية من السباب والهتافات العدائية واستخدام الشماريخ وصولا إلي اتلاف الملاعب فلابد من حرمانها من حضور المباريات لفرقها.. وهنا يستحق عامر حسين رئيس المسابقات التحية علي تعديلاته الجديدة في لائحة المسابقات والتي نصت علي تغليظ عقوبة شغب الجماهير في الملاعب بحرمانها من المباريات ونقل فرقها خارج ملاعبها وكنت قد طالبت في نفس هذا المكان أكثر من مرة بإجراء هذا التعديل حتي نعيد الهدوء والاستقرار لملاعبنا وتجنب الدولة ممثلة في المجلس الأعلي العسكري ومجلس الوزراء مشاكل كرة القدم في ظل المهام الجسام والتاريخية الملقاة علي عاتق رجال قواتنا المسلحة البواسل وهم يقودون شعب مصر لبناء دولته الحديثة مصر العدالة الاجتماعية والمساواة والجدية والديمقراطية - ومن الطبيعي في تلك المرحلة التاريخية أن يتم استبعاد اللاعب أو المدرب أو الجمهور الذي لا يلتزم بالسلوك الحضاري.. وثقتي كبيرة في ان اللواء عصام صيام رئيس لجنة الحكام بذل جهودا كبيرة في إعداد وتجهيز حكامه بدنيا وفنيا وذهنيا لإدارة مباريات هذا الموسم بكفاءة واقتدار ولكنني اختلف معه فيما صرح به مؤخرا بأن لدينا حكاما أفضل من جيروم السويسري الذي أدار نهائي كأس مصر بين إنبي والزمالك لأن الحكام أجانب كانوا أو مصريين هم بشر يخطئون جميعا ورغم ذلك سيبقي الحكم الأجنبي هو الأفضل والأحق لإدارة المباريات المحلية الفاصلة والمصيرية سواء في الدوري والكأس لان الجماهير تتقبل أخطاءهم مهما كانت .