لا تزال منطقة خورشيد القبلية تعاني من سقوطها من ذاكرة المسئولين وكأنها منطقة منبوذة وسط المناطق المحيطة ففي الوقت الذي تلقي فيه خورشيد البحرية عناية الاجهزة التنفيذية يعاني سكان خورشيد القبيلة من مأساة حقيقية بغرق مساجدها ومدارسها ومنازلها في مياه الصرف الصحي وانتشار الروائح الكريهة والفئران والحشرات بالمنطقة التي انعدم الرصف للطرق الرئيسية والفرعية ... والاغرب ان المنطقة التي تضم اكثر من 10 الاف نسمة بلا مستشفي او خطوط تليفون او غاز وكأنها خارج اطار الزمن وما ان تدخلها تفاجأ بالروائح الكريهة نتيجة لترسب مخلفات الصرف الصحي بالشوارع والأزقة . التقت "المساء" الاسر القاطنة بالمنطقة التي تبحث عمن يغيثها دون جدوي فلا نواب ولا تنفيذيين يلتفتون لشكواهم. يقول ابراهيم سعيد بالرغم من ان القرية هي واجهة الاسكندرية لكونها اول مايراها زوار المحافظة لوقوعها بمدخل الطريق الزراعي الا انها قرية منسية ومحرومة من الخدمات والبنية التحتية متهالكة موضحا ان القرية تزيد مساحتها علي 400 فدان وعدد سكانها يصل الي 10 آلاف نسمة الا انهم في طي النسيان حيث نعيش معاناة حقيقية تتلخص في محاولات التغلب علي مياه المجاري لعدم وصولها الي غرف النوم وذلك بعد ان أغرقت الشوارع ودخلت المنازل واصبحت المنطقة عبارة عن مبان عائمة في مياه المجاري كالجزر المنعزلة ويصعب التنقل فيها من مبني لآخر واصبح الحذاء البلاستيكي "الكذلوك" يستخدمه اهالي المنطقة خلال ايام النوات والامطار للتغلب علي السير في الشوارع. محرومة من الخدمات يضيف مايكل سمير من سكان القرية ان المنطقة محرومة من الخدمات واهلها منسيون ومجرد تساقط الامطار تتحول الشوارع والازقة الي جبال من الطين مما يمنع سير السيارات او الافراد فيقوم الاهالي بشراء الحصي والزلط ووضعه بالشوارع والطرقات خلال النوات الممطرة فضلا عن شبكات الكهرباء المتهالكة والاسلاك العارية التي تعرض حياة السكان للخطر مع عدم وجود خطوط تليفونات او غاز بالمنطقة واقرب مستشفي هو مستشفي ابيس الثانية الذي يبعد عن القرية أكثر من 12 كيلومترا . يذكر محمد محمود ابراهيم خادم المسجد ان الصرف الصحي يغرق الساحة الخارجية للمسجد مما يتعذر وصول المصلين ويجبرهم علي دخول المسجد من الشوارع الخلفية مشيرا الي أنه استغاث عدة مرات بالحي والمحافظة من اجل حل هذه الازمة ولكن لا حياة لمن تنادي بالاضافة الي تعذر وصول التلاميذ الي مدارسهم بعد غرق المدرسة في مياه الصرف الصحي وتحيطها مياه المجاري ومنها مدرسة حورس التابة لادارة شرق التعليمية التي تحيطها مياه المجاري من جميع الاتجاهات وتمنع التلاميذ من الوصول اليها في الوقت الذي لانجد فيه مسئولا يوقف هذه المهزلة. يشير سمير علي فرج من اهالي القرية الي ان الازمة الحقيقية بالقرية هي الصرف الصحي لعدم وجود مشروع للصرف بالقرية من الاساس مما جعل المنازل في بداية القرية تصرف علي ترعة الصرف الزراعي اما النصف الثاني من المنازل فتصرف بترعة مياه ري الاراضي الزراعية مما يلوثها واسفر هذا عن ارتفاع نسبة الملوحة في الارض وبوار العديد منها مما يضطر المزارعون الي ريها بمياه الصرف الصحي وذلك في الوقت الذي نعاني فيه من عدم تطهير الترع والمجاري المائية بالقرية منذ سنوات طويلة . انتشار القوارض ويشكو شعبان ابو احمد من انتشار الفئران والديدان والثعابين والذباب والناموس بالقرية مما جعل البيئة بها غير صالحة للعيش حيث ان اغلب اطفال القرية والرضع بها يعانون من اصابتهم بالحساسية والطفح الجلدي بسبب لدغات الناموس الملوثة بالاضافة الي تهالك مواسير مياه الشرب بالقرية الأمر الذي يؤدي الي اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب وهو ما يظهر واضحا في لون مياه الشرب بالقرية وطعمها ورائحتها وتسبب هذا في اصابة العديد من اهالي القرية بالامراض والتسمم فضلا عن انعدام انارة الشوارع أو تأمينها واقرب قسم شرطة يبعد عن القرية أكثر من 20 كيلو متر وهو قسم الرمل ثاني. وطالب سكان القرية المسئولين بالنظر الي القرية ومد مشروع للصرف الصحي لانهاء معاناتهم مشيرا الي ان الاهالي تقدموا علي مدار السنوات الماضية بالعديد من الشكاوي والاستغاثات لمختلف الجهات منها وزارة الاسكان والمحافظة وحي شرق وشركة الصرف الصحي بالاضافة الي نواب الدائرة الا انه لا مجيب ولا مغيث ومعاناتهم تزداد يوما بعد يوم .