كارثة صحية خطيرة تشهدها القري الحدودية التي تقع بين محافظتي الإسكندرية والبحيرة ومنها بغداد والبصرة واليمن وفلسطين والعراق والجزائر الزراعية بغرب الإسكندرية بسبب ري أكثر من 200 فدان بمياه المجاري والمخلفات الآدمية.. حاول اهالي القري تطبيق المثل "بضرب عصفورين بحجر واحد" لحل أزمة نقص مياه الري الزراعي وإنعدام شبكات الصرف الصحي لمنازلهم فقاموا بمد مواسير الصرف من المنازل لتغذية الترعة الرئيسية لري الأراضي الزراعية التي لولا مياه المجاري لجفت نهائياً لإنعدام مياه الري بها.. والآن لا يستطيع أحد المرور بجوار الأراضي الزراعية دون ان يحبس انفاسه لإنبعاث رائحة مياه المجاري والمخلفات الآدمية والروائح الكريهة من مزروعات الطماطم والقمح والذرة والكوسة وغيرها من الخضراوات في ظل غياب المحافظة والجهاز التنفيذي والحي لحل هذه الأزمة الخطيرة التي تهدد صحة الأفراد بمحافظة الإسكندرية وخارج المدينة ممن يتناولون هذه المحاصيل. في البداية يقول محمد طلب من سكان قرية الجزائر ان القري انشأها الزعيم جمال عبدالناصر لزيادة الرقعة الزراعية في مصر وقام بتوزيع الأراضي علي الأفراد لزراعتها بعد توفير مياه الري اللازمة وتم تسميتها بأسماء الدول العربية للتأكيد علي فكرة القومية العربية وجاء الشباب وقتها من جميع محافظات مصر لزراعة الأراضي وتم تسليم كل فرد ستة أفدنة ومنزل وكنا ننتج أفضل أنواع الخضراوات ولكن دوام الحال من المحال فمنذ 10 سنوات تقريباً ونحن نعاني من النقص في مياه ري الأراضي الزراعية إلي أن جفت الترعة الرئيسية التي كانت تغذي الأراضي تماماً مما هدد الأسر والأهالي بالتشرد من منازلهم وفقد مصدر رزقهم في آن واحد فارسلنا العديد من الشكاوي لجميع الجهات المختصة دون جدوي في الوقت الذي تعاني منه الأهالي من إنعدام مشروع الصرف الصحي بالقري والإعتماد علي الصرف اليدوي والبيارات والتي نعاني منها لما تسببه من مشكلات وتكبد الأهالي مصاريف التنظيف الدوري للبيارات فقمنا بتوصيل مواسير الصرف من المنازل للترعة الرئيسية التي كانت تغذي الأراضي الزراعية وجفت من قلة مياه الري وبدأنا في ري الأراضي وزراعة المحاصيل بمياه الصرف الصحي الناتج من منازل القري. يقول عبدالعزيز كامل بانه قام بتركيب ماسورة بطول قرابة الكيلو ونصف الكيلو متر مزودة بموتور مياه لشفط مياه المجاري من القري المجاورة التي بها كثافة سكانية عالية وضخها بالمجري المائي القريب من أرضه والذي كلفه خمسة آلاف جنيه لكي يستطيع الزراعة والعمل. قائلاً "انا بزرع بمياه المجاري لعدم وجود بديل حتي لا أموت جوعا انا واطفالي. مشيراً بأن هناك 200 فدان تتم زراعتهم وري محاصيلها بمياه المجاري والمخلفات الآدمية لعدم وجود مياه الري. مشيراً بانه الأكثر تعرضا للضرر بسبب تلوث المياه التي يقوم بري المحاصيل بها لكونه الأكثر عرضة لها حينما يقوم بري الأراضي. مضيفاً بان مياه الصرف والمجاري تتسبب في رفع نسبة الأملاح في الأراضي الزراعية مما يضعف من إنتاجية الفدان في الزراعة ولكن لا يوجد بديل عن استخدامها. مؤكداً بانه تقدم بالعديد من الشكاوي ونقل الكارثة البيئية الي مختلف الجهات المسئولة دون ان يلتفت إليها أحدا. أوضح رابح زايد بان القري خارج حسابات الحكومة والمحافظة ونحن في منطقة منسية لا يدري بنا أحد من المسئولين حيث ان القري تعرضت جميعها للغرق خلال موسم الشتاء الماضي لعدم وجود شبكات للصرف. حيث غمرت مياه الأمطار المنازل واتلفت الأجهزة الكهربائية وكل ما يوجد بالمنزل وبالرغم من العديد من الشكاوي إلا انه لا حياة لمن تنادي ولم يتم تعويض المتضررين فقمنا بتحرير محضر برقم 6254 لسنة 2015 قسم العمرانية ثاني لإثبات الضرر الذي نعاني منه ولم يتم صرف التعويضات حتي الآن. وأضاف بانه كان جاري الاعداد لمشروع الصرف الصحي وعمل شبكات تخدم جميع القري وبدأ المشروع بقرية الجزائر ولكن بعد مد الخط الرئيسي الي مدخل قرية الجزائر تم وقف المشروع بعد إندلاع ثورة 25 يناير ولم يستكمل المشروع حتي الآن مما يهدد بغرق القري خلال النوات القادمة لعدم حل مشكلة الصرف بها بالاضافة الي عدم تمهيد الطرق بالقرية او رصفها نهائياً مما يصعب حركة وتنقلات الأفراد والسيارات داخل القرية. قال سيد عوض خليفة ان انتشار مياه المجاري تسبب في انتشار الناموس والذباب والفئران والديدان التي تنتشر بالقري وتدخل المنازل وتهاجم الأهالي مما دفعهم الي القيام بشراء مضخة لمكافحة الحشرات بالجهود الذاتية وتكبد دفع 400 جنيه يومياً لعمل المضخة من شراء المبيد وتأجير سيارة تجوب ارجاء القرية لتطيهرها من الكم الهائل من الذباب والناموس والحشرات الطائرة والزاحفة التي تهاجمنا. بالاضافة الي الروائح الكريهة التي تنبعث من مياه الصرف والمجاري والتي تتسبب في اصابة الأهالي من الأطفال وكبار السن بحالات ضيق النفس والإختناق. ويشكو السيد عبدالمجيد محمد من ضعف مياه الشرب بالقري وانقطاعها المستمر الذي يصل إلي 12 ساعة يوميا كما يتسبب ضعف المياه في تلف مواتير الشفط مما يجبر الاهالي علي تخزين المياه خلال ساعات الليل لاستخدامها في الاحتياجات اليومية فضلاً عن كابلات الضغط العالي للكهرباء التي توجد بالشوارع غير معزولة مما يعرض حياة المارة للخطر خاصة خلال أيام الأمطار والنوات بالاضافة الي ان جميع الطرق الداخلية بالقري غير ممهدة ولم ترصف مما يجعل السير عليها معاناة خاصة لكبار السن. مضيفاً بان اقرب مدرسة ثانوي تبعد عن القري لأكثر من 15 كيلومتر تقريباً مما يحمل التلاميذ معاناة قطع هذه المسافة يومياً. كما اشتكي رضا حسين من أهالي قرية اليمن من نقص مياه الري بالأراضي الزراعية مما يهدد بتشريدهم. مشيراً بانه لا يعلم اي مهنة أخري سوي الزراعة وبسبب غياب مياه الري وندرتها تبور الأراضي الزراعية حيث هناك العديد من الافدنة التي تعرضت للتلف لنقص المياه.