* كانت الروح الرياضية هي البطل الحقيقي لمباراة نهائي كأس مصر التي أقيمت الليلة الماضية بين النادي الأهلي والنادي المصري علي استاد برج العرب. فلم نشاهد ونحن نتابعها علي مدار أكثر من 135 دقيقة أي احتكاك بين لاعبي الفريقين رغم أن نتيجتها ظلت معلقة حتي الثواني الأخيرة من المباراة وكان المتشائمون يتوقعون صداماً بين اللاعبين إذا ما حقق أحد الفريقين الفوز وكان هؤلاء يتوقعون أن ذلك سيحدث في الدقائق الأخيرة ولكن خابت ظنونهم لأن أبناء الشعب المصري تعلموا الدرس جيداً سواء اللاعبون أو الأجهزة الفنية فكانت الأحضان عقب نهاية المباراة بمثابة العنوان الجديد للموسم القادم للدوري والكأس وقد تكون فاتحة الخير لعودة الجماهير إلي ملاعبنا المصرية. * بحق يستحق أبناء النادي الأهلي التقدير حيث لم يسمحوا لليأس أن يتسرب إلي نفوسهم بعد أن طاوعت الكرة لاعبي المصري الذين تفوقوا علي أنفسهم وأحرزوا هدفهم الأول ولو حافظوا عليه لفازوا بالبطولة لكنها كرة القدم إلا أن لاعبي الأحمر مثلهم مثل أبناء الشعب المصري المخلصين لعبوا حتي الثانية الأخيرة وقاتلوا ليحققوا حلمهم بالفوز وهذه هي روح المصريين التي تحقق بها الانتصار في 1973 وفي كثير من المعارك التي خضناها بعد ذلك في مواجهة ما لحق بالبلاد من أضرار وهي الروح التي يعمل بها الآن أبناء القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الأشداء في مواجهة عناصر الشر والإرهاب هي تلك الروح القتالية من أجل تحقيق الأمن والانتصار علي الباطل والفوز للحق. * لمن لا يفهمون هذه هي الروح المصرية الجديدة التي بثها الرئيس عبدالفتاح السيسي في نفوس أبناء الوطن بعد السنوات السوداء التي عشناها بعد أن سرق الإخوان وعملاؤهم أحلام الشباب الشرفاء الذين خرجوا صباح 25 يناير للمطالبة بحياة كريمة وعمل يوفر لهم لقمة عيش شريفة وللأسف هم استشهدوا أو أصيبوا وغيرهم سطوا علي السلطة واعتبروها كعكة أرادوا تقسيمها فيما بينهم ولم تسلم الرياضة بالطبع من المؤامرات الداخلية والخارجية فكانت الأحداث الدامية التي حدثت في عدد من الملاعب أشهرها بورسعيد واستاد الجيش وراح ضحيتها شباب من أنبل وأشرف وأطهر أبناء الشعب.. روح مثابرة وإصرار علي النجاح رغم كل الظروف. * جاءت مباراة الأمس لتمسح أحزان الماضي بين أبناء بورسعيد والنادي الأهلي وعشاقه ومحبيه وكان مطلوباً تواجد رئيسي مجلسي الإدارة للفريقين في المدرجات وحسناً فعل المهندس محمود طاهر رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي وسمير حلبية رئيس مجلس إدارة النادي المصري وأيضا المهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم لتواجده بين مجلسي الفريقين في المدرجات وكيف كان رئيسا الناديين رائعين حينما التصقا معاً طوال المباراة ليؤكدا أن كل شيء مضي ذهب بلا رجعة. * كم كان الحسامان رائعين أثناء وبعد المباراة حيث قدما صورة رائعة لم نتعود علي مشاهدتها في أي نهائي لبطولة إلا في أوروبا.. وهذه الروح من المؤكد أنها ستنتقل إلي جماهير المصري والأهلي. جماهير بورسعيد وفية لا تقل في وفائها عن باقي جماهير باقي الأندية العريقة الجماهيرية في مصر الزمالك والإسماعيلي والأهلي والاتحاد وغيرها من الفرق المصرية وقد ملأت جماهير بورسعيد استاد النادي المصري وشاهدوا المباراة عبر الشاشات.. وكانوا يستعدون للسهر حتي الصباح ولكن هي كرة القدم ومقالبها التي لا تنتهي ونحن متأكدون أنها بداية كما ذكرت لعودة الجماهير للمدرجات طالما أن هذه الروح هي التي تسود مستقبلاً. * أخيراً نؤكد أن القادم أفضل طالما سيتعلم كل منا من الأخطاء التي وقع فيها وأنا متفائل أن الموسم القادم سيكون أفضل.. فالأندية أصبحت تمتلك عدداً كبيراً من اللاعبين الموهوبين وإن كانت بعض الأندية قد خرجت صفر اليدين من البطولات هذا العام فإن الفرصة قائمة في العام القادم ولكن ما نريد أن نؤكد عليه أن كل الفرق التي نافست علي البطولات هذا العام قبل الختام مدربوها مصريون مائة في المائة حسام البدري وحسام حسن وإيهاب جلال وطارق يحيي وهذا ما يجعلنا نقول "وفروا العملة الصعبة" والمصري يكسب.