الأسباب وراء الارتفاع المتواصل في أسعار اللحوم وهل الجشع من جانب الجزارين وكيفية عودة الاستقرار إلي هذا السوق.. هذه التساؤلات كانت محور النقاش مع محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية الذي أكد أن الجزارين مظلومون في هذه المشكلة لأنهم مجرد حلقة اتصال بين المنتج والمستهلك وليس لديهم أي مصلحة في زيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه لأن ذلك يعني تراجع المبيعات وتوقف الكثير عن شراء اللحوم. وهذا ما حدث بالفعل فقد تكبد الجزارون خسائر فادحة خلال الفترة الأخيرة. قال إن المربين والوسطاء يتحملون المسئولية الكبري في هذه المشكلة حيث يسعون إلي جني الأرباح الباهظة ويفرضون السعر الذي يريدونه تحت حجج كثيرة كارتفاع مستلزمات الإنتاج مثل العلف والأدوية البيطرية والتي يتم استيراد جزء منه من الخارج. أشار إلي أن تحقيق الاستقرار والانضباط في أسواق اللحوم يحتاج إلي زيادة الكمية المعروضة حتي تتحقق نظرية العرض والطلب وكلما زادت الكميات تراجعت الأسعار. * سألنا محمد وهبة - هناك اتهام صريح للجزارين بأنهم السبب الرئيسي وراء اشتعال أسعار اللحوم في الفترة الأخيرة. ** نحن أبرياء تماما من هذه التهمة ويقع علينا ظلم كبير في هذه القضية لأن تحديد الأسعار ليس مسئوليتنا فنحن مجرد حلقة اتصال بين المستهلك والمنتج الذي يقوم بتحديد السعر ومن جانبنا نحصل علي هامش ربح بسيط بجانب تغطية نفقات المحل من عمالة وكهرباء وضرائب وغيرها. هناك أيضا نقطة هامة أود الاشارة إليها وهي تهويل البعض أسعار اللحوم فالقول بأن أسعارها اصبحت تتراوح من 80 إلي 100 ليس صحيحا علي الإطلاق فهذه الأسعار خاصة بالأنواع المتميزة من البتلو والتي لا يستهلكها إلا نسبة بسيطة من المواطنين لا تتعدي 5% وهؤلاء قادرون علي تحمل أي ارتفاع في الأسعار. أما بالنسبة للأنواع الأكثر انتشارا فأسعارها تتراوح من 55 جنيها للمناطق الأمامية و65 جنيها للجاموس الكبير و40 جنيها للجملي الكبير.. أما اللحوم الضأن تتراوح أسعارها من 50 إلي 65 جنيها للكيلو بسبب الإقبال عليها في موسم العيد. قال إن الفترة الماضية شهدت تراجع وخروج نسبة تصل إلي حوالي 10% من الجزارين من الأسواق بسبب انخفاض هامش الربح في ظل الارتفاعات التي شهدتها الأسعار في اللحوم البلدية وهذا يؤكد أن الضرر أصاب الجميع. المتسبب الأول * إذا كان الجزارون أبرياء من رفع الأسعار فمن يتحمل المسئولية؟ ** دون أن توزع الاتهامات علي أحد أعتقد أن المتسبب الأول في ذلك هم المربون والوسطاء حيث تمر السلعة بعدة مراحل إلي أن تصل إلي محل الجزارة وهؤلاء بكل صراحة يسعون لتحقيق مكاسب كبيرة حتي لو كانت علي حساب المستهلك البسيط.. والكل يقول ان ارتفاع أسعار العلف خاصة المستورد من الخارج دفعهم لذلك وفي النهاية كل هذه العوامل تؤدي إلي تراجع الشراء بشكل ملحوظ خاصة في الأيام التي لا يوجد بها مواسم مثل عيد الأضحي. أضاف أن الجزار لديه مصاريف ثابتة مثل أجور العمالة وتكلفة المرافق الخاصة بالمحل والإيجارات.. كل هذه الأمور تجعله يرغب في البيع. * بعيدا عن مسئولية الجزارين أو المربين قضية ارتفاع الأسعار.. كيف يتحقق الاستقرار وتعود الأمور كما كانت؟ ** أعتقد أن نقطة البداية لذلك هي زيادة الانتاج المحلي حيث إننا نعاني من نقص شديد يجعلنا نضطر لاستيراد 60% من اللحوم لتغطية الاحتياجات المطلوبة وهو ما يتطلب أن يكون هناك خطة محددة لتنمية الثروة الحيوانية وهذا لن يحدث دون دعم العلاج وتخفيض أسعار الأعلاف ومساندة منتجي الثروة الحيوانية وعدم ذبح صغار البتلو والتنفيذ الفوري لقرار وزارة الزراعة بالسماح باستيراد العجول من سن 6 أشهر إلي سنة من الدول الأوروبية وتربيتها في المزارع المصرية لتباع بعد سنة علي أنها لحوم بلدية.