لن أقول "اللهم لا شماتة" لأنني بجد بجد بجد أشعر بمنتهي الشماتة.. صرخت بأعلي صوت "أحسن" وأنا أقرأ الأحكام الصادرة أمس الأول علي أحمد عز ومن معه فمن منا لم يشعر بالارتياح حينما يستبدل هذا القصير ذو الباع الطويل في إفساد حياتنا الأخلاقية والسياسية والاقتصادية. يستبدل التريننج الأبيض الممهور بماركة عالمية في الأغلب. بالبدلة الزرقاء. سؤال مهم: هل يسمح للسجناء ارتداء بدل زرقاء أنيقة ومستوردة بدلاً من رداء السجن؟؟ لو كانت الاجابة بالنفي لازداد عندي الشعور بالشماتة. أعرف أنها مشاعر سلبية ولكنها بشرية وعادية بل وإنسانية لو كانت ضد إنسان استحل ثروة البلاد وتحالف مع عتاة المجرمين لتكميم أي صوت ضد النظام وضد توريث الدلوعة ابن أمه وتوريث مصر الجميلة لأقبح ما أفرزه نظام مبارك من رجال لم يعرفوا الإخلاص إلا لأنفسهم وأبنائهم. أشعر بمنتهي الشماتة وكثير من الاحباط أمام الرقم الهزيل للغرامة المطلوبة. شوية ملايين قيمة رسوم تراخيص لم يسددها أحمد عز!! أين المليارات التي نهبها من التلاعب في أسعار الحديد. والتلاعب في كل مقدرات الحياة المصرية حتي لو تم ذلك علي حساب شعب أذاقوه الهوان ومرارة الاحباط طوال سنين طويلة. هذا الحكم ينطوي علي قدر كبير من الرحمة لو فكرنا في جرائم المذكور ومن طالتهم الأحكام من أفراد العصابة التي حكمتنا. هل نتوقع "سيناريو" الانتقام من "أبناء مبارك" بعد أن تعرض أحدهم لصدمة عصبية حين جاء الحكم علي غير ما توقعوه؟.. هل ننتظر وشيكاً موجة من العنف يشنها جيش بلطجية الحزب الوطني ومن يمولونهم خارج السجن ممن جاءوا بالتزوير الذي صممه وأخرجه أحمد عز.. إن الشماتة شعور إنساني.. سلبي هذا صحيح. ولكن الملائكة وحدهم هم القادرون علي الغفران. فالجرائم التي ارتكبت في حق الشعب المصري أكبر من أن تغتفر ودماء الشهداء التي شارك هذا الفاسد والمفسد الكبير في قتلهم علي نحو مباشر أو غير مباشر سوف تظل في الذاكرة الجمعية لعهود طويلة سوف تأتي. لقد دخل أحمد عز التاريخ لكي يستقر وسط الزبالة البشرية التي لطخت وجه مرحلة في تاريخ شعب عظيم وطيب لا يستحق ما جري لأبنائه. انها القضية الأولي وأول الغيث قطرة وان شاء الله سيرقد في زنازين السجون حتي توافيه المنية هو وباقي العصابة وحتي لو خرجوا منها فسوف تحاصرهم عواصف الكراهية والرفض.. مصير مثل هؤلاء عبرة لمن يعتبر والشماتة ليست سوي طبقة رقيقة جداً من جوهرها.