علي شاطئ الأنفوشي بالإسكندرية تقع العديد من ورش تصنيع السفن والمراكب والتي أصبحت تعاني من اندثار الصناعة بسبب وقف التراخيص منذ قرابة 15 عاماً مما تسبب في غلق العشرات من الورش والتي كانت تحوي المئات من العمال فضلا عن توقف عدة مهن كانت تعمل في داخل المركب منها الحداد والبوهيجي والاسترجي والكهربائي والسباك وأصبح الصوت الوحيد الذي تسمعه بداخل المنطقة صوت الأمواج وتوقف دق الشاكوش وآلات النشر. التقت "المساء" بأصحاب الورش الذين أصبحوا في حالة يرثي لها. في البداية يقول خميس السيد حميدو مهنة تصنيع السفن علي وشك الانهيار بعدما أوقفت الدولة تراخيص المراكب منذ أكثر من 15 عاماً وأصبحنا نعيش علي ترميم المراكب التالفة فقط. وأشار إلي ان تلك المهنة بدأت منذ عهد الملك فؤاد وكانت تنتعش قديما ولكن حاليا تدهور الحال والتراخيص لا تصدر الا لمراكب النزهة فقط. حسن السيد بسيوني نعاني من وقف الحال وكل فترة يأتي الينا مركب 16 مترا لعمل ترميمات ويتكلف من 50 حتي 120 ألفا نظرا لارتفاع سعر الخشب وبخاصة السويد الذي وصل سعر المتر الواحد 5200 جنيه وبالنسبة للخشب الخارجي "العظم" وصل سعر الطن منه 1200 جنيه وأطالب بوقف الغاء التراخيص واعادة فتح التراخيص للمراكب. أكد حسن عبده أن هناك أكثر من 30 ورشة مغلقة بسبب قلة العمل وكانت أقل ورشة يعمل بها 10 أفراد والمهنة مهددة بالانقراض التام قريبا الا اذا تراجعت الدولة واعادت فتح التراخيص للمتراكب. ويقول خميس حسن إبراهيم يومية الصنيعي كانت تتراوح ما بين 100 إلي 150 جنيه ولكن حتي أعمال الصيانة قلت جدا. وأشار إلي ان مراكب الهجرة غير الشرعية معظمها بترخيص ولكنه صيد فقط ولكن البعض يستخدمها في غير أعمال الصيد. ويقول عبدالمنعم محمود جميع العاملين في مهنة صناعة السفن محرومون من جميع الخدمات فلا يوجد تأمين ولا رعاية صحية. وأشار إلي ان أنواع المراكب تتفاوت ما بين اليخوت الكبيرة والسياحية والصيد بمختلف احجامها والخشب وان وقت الانتهاء من صناعة المراكب يتوقف علي طولها وعلي عدد العاملين بها. ويقول زكريا أحمد مهنة صناعة السفن تكاد ان تكون انقرضت بالفعل بسبب قرارات الحكومة وعدم توافر الدعم اللازم. فضلا عن انعدام الطلب علي صناعة المراكب واليخوت مقارنة بالأعوام ما قبل الألفية الثانية. لذلك اكتفينا بأعمال الصيانة والترميم للسفن القديمة. ويقول محمد السيد "عامل" كنا فخورين بمهنتنا في الماضي لأننا كنا محط أنظار السياح من زائري الإسكندرية ولكن تبدل الحال وأصبحنا لا نصنع الا سفينة واحدة في العام بعدما كنا نصنع العشرات.