شنت القوات السورية أكبر هجوم علي الاحتجاجات الشعبية في شمال غرب سوريا قرب تركيا منذ يونيو وقتلت مدنيا في مداهمات استهدفت منع المحتجين من الفرار عبر الحدود. وقتل عبد السلام حسون وهو حداد يبلغ من العمر 24 عاما برصاص قناصة من الجيش بعدما عبر لتوه الحدود الي تركيا من قرية عين البيضا علي الجانب السوري حسبما ذكر ابن عمه في اتصال تليفوني من سوريا. وقال محمد حسون ¢أصيب عبد السلام في الرأس. كان بين مجموعة من أفراد العائلة ولاجئين اخرين تدفقوا علي الحدود مع تركيا عندما انتشرت ست ناقلات جند مدرعة خارج عين البيضا وبدأوا في اطلاق النار من أسلحتهم الالية علي القرية بطريقة عشوائية .¢ من ناحية اخري ذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سيتوجه الي دمشق الاربعاء لاجراء محادثات بشأن التطورات في سوريا. وقال العربي ان الحكومة السورية قبلت طلبا سابقا من الجامعة العربية لزيارة دمشق مضيفا انه سيستغل الزيارة في نقل بواعث القلق العربية بشأن الحملة السورية العنيفة علي المحتجين المناهضين لحكم الاسد. وقال الشيخ حمد بن خليفة أمير قطر الذي كان يؤيد الاسد في وقت من الاوقات ان الناس العاديين في سوريا أوضحوا انهم لن يتراجعوا رغم أعمال القتل اليومية. وأضاف انه بات واضحا الان بعد الاحتجاجات التي جرت في سوريا ان أعمال القتل يومية تقريبا ومن الواضح ان الشعب لن يتخلي عن مطالبه والسؤال الان هو كيفية الخروج من الجمود الداخلي في سوريا. وكانت قطر أول بلد عربي ينتقد الحملة الدامية التي يشنها الاسد وأغلقت سفارتها في دمشق منذ شهرين بعد تعرض المبني لهجوم من ميليشيا موالية للاسد. وقال الاسد مرارا انه يقاتل عملاء ما أسماه بمؤامرة أجنبية تهدف الي تقسيم سوريا. وتلقي السلطات السورية التي طردت معظم وسائل الاعلام الاجنبية باللوم في اراقة الدماء علي من تصفهم ¢بالجماعات الارهابية المسلحة¢ وتقول ان 500 جندي من الشرطة والجيش قتلوا بأيدي مثل هذه المجموعات. وقالت منظمات حقوقية ان الاحتجاجات اليومية تزايدت في المناطق الشمالية الغربية التي تشمل مدن حمص وحماة وادلب ومدينة اللاذقية الساحلية مما ادي الي تصاعد مداهمات الجيش التي قتلت مئات السوريين في الشهر الماضي. وقال مقيمون ونشطاء حقوقيون ان الافا اخرين اعتقلوا. وقال شاهد اخر ان القوات السورية التي تدعمها مدرعات دخلت بلدة الجانودية التي تقع شمال غربي عين البيضا بعد ان خاضت قوات الامن معارك طاحنة مع مجموعات صغيرة من هاربين من الجيش يحاولون الفرار الي تركيا. وقال شخص يدعي بشار وهو مقيم في الجانودية ¢انهم يحاولون منع أي شخص مدني أو هارب من الجيش من الوصول الي تركيا. شاهدنا طوال الاسبوع الماضي مزيدا من اللاجئين الذين يحاولون عبور الحدود بعد هجمات علي محافظات اللاذقية وحماة وحمص. ومعظم المجندين بالجيش من الغالبية السنية في سوريا ويأتي كثيرون منهم من المناطق الريفية التي استهدفت في جهود الجيش لسحق الاحتجاجات المستمرة منذ ستة اشهر ضد الاسد. وقادة الجيش وقوات الامن من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد. وفي الاسبوع الماضي أعلن المحامي العام لمحافظة حماة عدنان بكور علي موقع يوتيوب انشقاقه وانضمامه للمعارضة. وقال نشطون ومقيمون ان قوات الامن قامت بتمشيط المنطقة بالاضافة الي منطقة ادلب المجاورة للعثور عليه. وقالت السلطات الحكومية ان مسلحين خطفوا بكور لكنه قال انه استقال لان قوات الامن قتلت 72 محتجا ونشطا كانوا مسجونين في سجن حماة المركزي يوم 31 يوليو. وقال بكور ان 420 شخصا علي الاقل قتلوا في العملية ودفنوا في الحدائق العامة. وقال نشط في دمشق طلب عدم الكشف عن اسمه ¢توجد شائعات بأن بكور تمكن بالفعل من مغادرة سوريا لكن لا أحد يعرف حقا. تحاول السلطات من خلال القيام بجهود محمومة العثور عليه لانه سيكون احراجا بالغا لها اذا ذهب الي بلد حر دون ان يلحق به أذي.¢ وفي حمص مسقط رأس أسماء زوجة بشار الاسد قال نشطون ان قوات الامن والميليشيا الموالية للاسد من القري العلوية دخلت بلدة تلكلخ القريبة من الحدود مع لبنان وهي تطلق النار علي عدة مناطق. وكانت البلدة من بين اوائل البلدات التي شهدت احتجاجات في الانتفاضة مما ترتب عليه قيام الجيش بعدة مداهمات وتدفق متقطع للاجئين الي لبنان.