قبل أيام أعلنت إدارة النادي الأهلي عن برنامجها لعودة الجماهير الي ملاعب كرة القدم.. وقبل أسابيع أعلنت إدارة الزمالك عن برنامجها لعودة الجماهير أيضاً. وطبقت بالفعل بعض ملامحه في نهائي بطولة أفريقيا للأندية.. وما بين الأهلي والزمالك. طبق اتحاد الكرة برنامجه الخاص لدخول الجماهير في مباراة غانا. والذي حقق حضوراً فاق كل الأرقام السابقة في ستاد القاهرة علي تاريخه لسعة ستاد برج العرب الأكبر.. ومع كل هذه البرامج. نرصد بين الحين والآخر تصريحات متأرجحة من وزير الشباب والرياضة. خالد عبدالعزيز في الموضوع نفسه.. مرة متحمس جداً لعودة الجماهير. مستنداً الي الحضور النموذجي في مباراة مصر وغانا. وقبله مباراة الزمالك وصن داونز.. ومرة متحفظ جداً وبوضوح. لأنه لا يري ضوءاً أخضر من وزارة الداخلية.. ومثله يفعل رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان المهندس فرج عامر. والمهندس هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة.. وذلك لأن الأطراف المهمة والمعنية بمسألة عودة جماهير الكرة. وهما وزارة الداخلية من ناحية. وروابط الأولتراس من ناحية أخري. لا تقدم خطوة واحدة.. فكل من هذين الطرفين فاقد الثقة في الآخر. بل ويراه عدواً لدوداً. لابد من مواجهته بصلابة. لذلك لا نجد خطوة واحدة للأمام. سواء من الأولتراس. الذين أصبحوا مثل "اللهو الخفي" لا يظهرون إلا في المصائب.. ولا من الداخلية. التي تتبع الحكمة القائلة "الشباك اللي يجي منه الريح.. سده واستريح".. لذلك فقد بات واضحاً أن الفكر الآن في الداخلية. هو أن يبقي الوضع علي ماهو عليه. بأن تتنفس الرياضة نسيم الممارسة بدون جماهير. أفضل مليون مرة من أن تموت تماماً. إذا ما وقعت كارثة ثالثة. بعد كارثتي ستادي بورسعيد والدفاع الجوي. وكان المتهم الأول فيهما. بحسب أهالي الضحايا. هو رجل الشرطة. وهو اتهام مطلق. يعبر في الواقع عن سوء التفاهم العميق. والسدود الفكرية بين روابط الأولتراس ورجال الشرطة.. وللأسف الشديد لا يتم النظر بايجابية كافية لهذا النجاح المبهر للحضور الجماهيري في مباراتي الزمالك مع صن داونز. ومصر مع غانا.. فالحضور تجاوز الستين ألفاً في المباراة الأولي. وتجاوز الثمانين ألفاً في الثانية. وبالطبع كان دور الأمن رائعاً. والجهور كذلك. ومر اليومان علي خير.. ولكن المسئولين في وزارتي الداخلية والرياضة. وأيضاً في اتحاد الكرة والأندية ينظرون علي أن مثل هذه المباريات تحشد كل الجماهير المصرية ولا دور فيها لروابط الأولتراس التي لا يظهر دورها إلا في تحدي المنافسين في الدوري المحلي. وعشق ناديها الذي يصل الي حد الجنون والاستعداد للموت.. وهذه ظاهرة لم يستطع أحد معالجتها في مصر حتي الآن. لذلك يبقي الخطر موجوداً مع مباريات الدوري المحلي.. وستبقي الوعود المنطلقة بين الحين والآخر. مجرد مسكنات يطلقها المسئولون لتخدير الجماهير المتعطشة للاستمتاع بالمباريات في الملاعب. وليس عبر ستوديوهات التحليل المزعجة. فالمتعة كلها في المشاركة الحية في أي ملعب.. لذلك أتعجب من غياب الجدية من الجميع في حل هذه المعضلة لإزالة كل المحاذير المانعة لعودة الجماهير. أما الكلام عن برنامج الأهلي. أو برنامج الزمالك فهذا كلام لا يسمن ولا يغني من جوع. ولابد من خطوة شجاعة من وزير الداخلية وليس وزير الشباب والرياضة لأن الداخلية هي الباب الوحيد الذي تختفي ورائه الحلول العاجلة والآجلة.. بأن يدعو اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية لمؤتمر مصارحة ومصالحة. تشارك فيه كل الأطراف بدون اقصاء. وفي مقدمة المدعوين ممثلون عن روابط الأولتراس. والأندية. وبالطبع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأوليمبية ورؤساء الاتحادات الرياضية في اللعبات الجماعية.. وليقدم الجميع ما لديه لانهاء هذه الأزمة. لانهائها بشجاعة من الجميع. ولتأخذ المناقشات والمقترحات وقتها حتي لا تحدث أي انتكاسة نتيجة غياب المصارحة.. ويارب يكون لكلامي أي قيمة عند الحكومة.