رفض المستشار مجدي العجاتي وزير الشئون القانونية ومجلس النواب مطالب النواب بإعادة النظر مرة أخري في أسعار البنزين 80 والسولار من أجل حماية الفلاح من حالة الاحتضار التي أصابته وقال في لغة واضحة انه من المستحيل علي الحكومة ان تعيد النظر في قراراتها التي اتخذتها.. وقال موجهاً حديثه للنواب: حتي ولو تراجعت الحكومة لن تنخفض الأسعار. قال العجاتي ان الحكومة مقيدة بمواد دستورية وقانون الاستثمار الذي يمنعها من التدخل في الأسعار وفرض أي تسعيرة جبرية. أن هناك بعض الاجراءات التي سوف تتخذها الحكومة لمواجهة أي آثار سلبية قد تنجم عن صدور القرارات الاقتصادية الأخيرة.. لكنه أكد في نفس الوقت أنه لن يستطيع الاعلان عن كل شيء فهناك أشياء "سرية".. موضحاً: سوف نتخذ بعض الاجراءات بما لا يخالف الدستور. قال "العجاتي" لقد اجتمعنا بمجلس الوزراء مع المحافظين بهدف السيطرة علي تعريفة الركوب وعلي النواب مساعدة الحكومة فيما اتخذته من اجراءات اقتصادية خاصة وانها كانت مجبرة علي اتخاذ مثل هذه القرارات؟؟ جاء ذلك أمام اجتماع لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب برئاسة طلعت السويدي لمناقشة أسباب الاجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال الأيام الماضية دون إبلاغ مجلس النواب حيث طالب العجاتي من النواب قبول أعتذار الحكومة في هذا الشأن, مبرراً عدم إبلاغ الحكومة للنواب بأنه أمر متعارف عليه في العديد من الدول. قال العجاتي ان قرارات رفع أسعار المحروقات كان لابد أن تحاط بالسرية وهذا وضع طبيعي موضحاً ان هذه الحكومة قدرها ان تتخذ قرارات صعبة وموجعة من أجل الاصلاح.. وتساءل هل نستمر بدون اصلاحات اقتصادية ونمشي زي ما أحنا ونكون حكومة "ظريفة" ومنزعلش حد. كما تساءل الوزير: هل من المعقول ان يكون هناك 70 مليون مواطن يحملون بطاقات تموينية مشيراً إلي قيام الحكومة في مراجعة البطاقات وقال علينا ان نعترف أن منظومة الدعم بها أخطاء وهناك مشاكل في الدعم لابد من مواجهتها. أضاف "العجاتي" ان البطاقات الذكية الخاصة بالبنزين تم تفعيلها بالنسبة للمستودعات وبالنسبة للمواطنين سيتم تفعيلها نهاية هذا العام.. موضحاً ان ما قامت به الحكومة من رفع أسعار المياه والكهرباء والمحروقات موجود في بيان الحكومة الذي وافق عليه مجلس النواب. وحول مطالب النواب بأن هناك قوانين حبيسة الادراج يمكن عند الموافقة عليها أن تحقق عوائد مالية تقدر بالمليارات. أكد العجاتي ان قانون التصالح في مخالفات البناء أعدته الحكومة ووافق عليه مجلس الوزراء وتتم مراجعته حالياً بمجلس الدولة وقريبا سيكون جاهزاً أمام البرلمان. فيما طالب العجاتي من النواب بأن يقوموا بأعداد قانون للتصالح في المخالفات التي تتم علي الأراضي الزراعية مرجعاً ذلك أن هناك أموراً صعب أن تقترب منها الحكومة ومنها قانون التصالح في المخالفات التي تتم علي الأراضي الزراعية. وحول تجاهل الحكومة لتوصيات لجان مجلس النواب قال العجاتي لقد وصلتني شكاوي في هذا الشأن وقد كلفت الأمانة الفنية لمكتبي بحصر هذه التوصيات وقمت بارسالها إلي رئيس مجلس الوزراء وستكون النتائج مبشرة.. وقال موجهاً حديثه للنواب: مش عيب أنكم تنبهوا الحكومة ولا توجد لدينا أي حساسية. وحول الصناديق الخاصة قال العجاتي الحكومة لا تمانع في ذلك لكن هناك صناديق سيادية لا يمكن الاقتراب منها ومنها الصناديق الخاصة بالقضاة والتي يصرف منها علي المعاشات. مشيراً إلي ان الصناديق الخاصة نسبتها بسيطة وكان الاجتماع قد شهد ثورة غضب من النواب ضد الحكومة وتساءلوا: كيف يحدث ذلك من الحكومة ومن رئيس الوزراء الذي كان متواجداً بالبرلمان ولم يخطرنا. وأضافوا: اصبحنا نخشي الناس التي بدأت في اهانتنا واهانة أولادنا علي صفحات الفيس بوك. قال النائب عبدالسلام الخضراوي ان ما حدث من الحكومة يعد إهانة للنواب وللبرلمان بعد ان فوجئنا بقرارات تعويم الجنيه ورفع أسعار المحروقات وقال: للأسف اصبحنا نتلقي كل يوم المفاجأت من الحكومة بدون علمنا موضحاً: نريد رؤية واضحة من الحكومة وأن تتعامل معنا بشفافية بعد أن أصبح "شكلنا وحش" أمام الشعب. وأضاف ان القرارات الحكومية أحدثت بلبلة كبيرة في السوق وزادت من ارتفاع الأسعار وقال انتهي الأمر والحكومة فعلت ما تريد ولكن نريد أن نعلم ما هي الاجراءات التي سوف تتخذها لمتابعة الآثار الناجمة عن التعويم ورفع أسعار الوقود. اتهم عصام عبدالله الحكومة بأنها لا تنظر للفقراء رغم الغلاء في كل شيء قال: للأسف الحكومة تتجاهل مجلس النواب. قال النائب سيد حجازي ان ما تقوم به الحكومة حرام "وخبطتين في الرأس توجع" وتساءل ماذا يمكن ان يفعل المواطن البسيط مع تلك ؟ ولماذا لم تّفعل الحكومة الكروت الذكية المهدرة أموالها منذ عامين بابلاغ النائب العام ضد الشركة المسئولة عن اصدار هذه الكروت وأضاف ان عدم ابلاغ الحكومة لنا بتلك القرارات أمر لن يمر مرور الكرام. ووجه النائب أيمن عبدالله انتقادات حادة للحكومة وقال للأسف هي تصدر لنا الازمات ثم تقدم بعد ذلك المبررات موضحاً ان ماقامت به الحكومة وضعنا في موقف في غاية الحرج مع الشعب وللأسف النائب أصبح مّغيب يتلقي الأخبار من الاعلام. وانتقد النائب علاء سلام غياب وزير البترول مهما كانت الأسباب وقال انني أصبحت تائهاً لا أعلم شيئاً والحكومة لا تستمع إلينا وبسبب ذلك اصبحنا نهان من الشعب الذي وصفنا "بأننا قدم أسود علي مصر" وللأسف معرفتش أرد علي الإهانة وللأسف ايضاً لقد تم اهانتنا عندما دخلنا البرلمان وقال في لغة حزينة أحنا مش عارفين جايين ليه؟ وشبه النائب غريب حسان ما قامت به الحكومة "بموت الفجأة" وقال بسبب الحكومة أصبحنا نتشتم علي الفيس بوك بعد ان اصبحنا آخر من يعلم والحكومة تستخدمنا لتهدئة الناس. قال النائب ضياء دواد أحمد الله لم أوافق علي بيان الحكومة وقال نحن أمام حكومة تنفذ شروط صندوق النقد الدولي الذي يريد ان تكون مصر "عليلة" وللأسف الحكومة تساعد صندوق النقد في هذا الأمر. أضاف: نحن أمام حكومة ضعيفة تعمل في السر والخفاء لكن لديها جرأة في تعذيب الفقراء وبسببها اصبحت سمعة مجلس النواب في "الحضيض" ووجه حديثه للحكومة قائلاً: افيقوا يرحمكم الله. وبرأ النائب هيثم الحريري الحكومة فيما تتخذه من قرارات وقال المسئول مجلس النواب الذي يتركها تفعل ما تشاء. فيما حذر النائب إيهاب منصور من حدوث مفاجآت أخري من الحكومة لا نعلم عنها شيئاً قائلا: نحن غير موافقين عما تفعله الحكومة مع الشعب الذي لا يجد قوت يومه. ووجه النائب عاطف عبدالجواد حديثه للوزير العجاتي قائلا: الرحمة أحنا متبهدلين والصعيد يعيش أياماً صعبة وأولادي في البيت بتتشتم وأنا مش بعرف أنام من الهم وقال الحكومة عملت البرلمان عشان تتضحي بيه.