مرت مصر للطيران بسنوات عجاف منذ قيام ثورة يناير وكانت قاب قوسين أو أدني من الانهيار نتيجة لضعف التشغيل وتحقيق خسائر مالية وصلت إلي 15 مليار جنيه شأنها شأن مؤسسات اقتصادية عديدة ولولا ثورة 30 يونيو المجيدة لأصبحت في مهب الريح!! كان الاستقرار الذي تحقق هو فاتحة خير وشعاعاً يضيء الطريق الذي شهد الظلام الدامس في وجود نظام جماعة الإخوان الإرهابية. بدأت الشركة الوطنية تضع أقدامها علي الطريق الصحيح وأدرك المسئولون بها أنهم أمام اختبار ومواجهة مع الظروف الصعبة وعليهم أن يعلنوا التحدي في ظل المنافسة الشرسة بمجال النقل الجوي والتحديات سواء كانت محلية أو عالمية.. انطلقت خطوات التطوير والإصلاح الإداري بعد أن أشرقت شمس يوم جديد وحل النور الساطع محل الظلام الدامس لتنطلق كافة أنشطة الطيران المدني إلي الأفضل ومنها مصر للطيران في ظل قيادة راشدة وحكيمة تمتلك أدوات النجاح ولديها خبرة طويلة في هذا المجال شريف فتحي وزير الطيران المدني وصفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران فكان طبيعياً أن نلمس الجهود والتغيير ونترقب المزيد من النجاحات. بديهي أن الشركة الوطنية مصر للطيران شركة تجارية في المقام الأول تهدف إلي الأرباح سنوياً ولا يخفي علي أحد أنها تعتمد مالياً علي نفسها ولا تحصل علي دعم مادي من الدولة.. تسدد الضرائب المفروضة عليها.. وتقوم بتعظيم أسطولها بطائرات جديدة وحديثة لتعظم من حجم تواجدها في سوق النقل الجوي وتظل دائماً وأبداً منافساً في هذا النشاط وأيضاً تحافظ علي تاريخها وريادتها. في الآونة الأخيرة انطلقت أصوات مدوية تلقي بسهام مسمومة تصوب للشركة الوطنية وتتهمها بأنها تعوق زيادة الحركة السياحية الوافدة إلي مصر بحجة رفضها فتح خطوط جديدة لبعض النقاط وهي من وجهة نظر من يتم تسميتهم بخبراء السياحة نقاط جاذبة للسياحة وهو ما يحمل الاتهام المباشر للشركة الوطنية رغم أن ما نسمعه هو من أنواع الهراء لأن هناك ضوابط ومعايير لابد من الاستناد إليها قبل التنفيذ وأن نضع في الاعتبار أن مصر للطيران شركة تجارية تهدف إلي الربح وفي أضعف الأحوال عند فتح خط جديد فالواجب يقتضي تفادي الخسائر طالما أن العائد من الخط الجديد توافد الحركة السياحية.. والسؤال الآن هل التزم أصحاب مثل هذا التوجه بخطابات رسمية أم لا؟ نحن نريد واقعاً لا خيالاً لأن الشركة الوطنية لا تمانع في فتح أي خط جديد طالما أنه يخدم السياحة ولذلك فالاتهامات التي تلقي جزافاً لابد أن تتوقف فوراً لأن الكلام المرسل شيء.. والواقع شيء اخر رحمة بالشركة الوطنية.