البعض يصرخ منادياً بفتح السماوات في مطار القاهرة الدولي وفي مقدمتهم هشام زعزوع وزير السياحة بإدعاء أن تطبيق فتح السماوات تساعد علي تدفق حركة الطيران وبالتالي تتدفق الحركة السياحية الوافدة إلي مصر.. والواضح أن الوزير أراد أن يصدر رسالة إلي المسئولين بعدم مسئوليته عن انخفاض الحركة السياحية وبذلك تكون وزارة الطيران هي الشماعة التي تعلق عليها فشل السياحة وعجزها علي نمو السياحة. لقد تجاهل زعزوع تصريحاته النارية التي كان يطلقها إبان حكم الرئيس المعزول ومنها أن السياحة عادت إلي طبيعتها التي كانت عليها في عام 2010 وهذه التصريحات كانت مثار اندهاش الجميع لأن الإحصائيات التي تم إعلانها لا تمت للحقيقة بشيء بخاصة أن الفنادق والقري السياحية تكاد تكون خالية وبالتالي انخفاض أعداد الليالي السياحية لكن كان الهدف من التصريحات النارية إرضاء جماعة الإخوان. لقد تأكد الجميع أن رجال السياحة والأعمال لهم فعل السحر لدي الوزير الذي صدق أقوالهم بأن فتح السماوات يعيد السياحة إلي وضعها ونسي أن هناك 22 مطاراً تطبق نظام السماوات المفتوحة.. نفس الوجوه تتآمر علي حج القرعة الذي تنفذه وزارة الداخلية وترغب في الهيمنة عليه بدعوي أن وزارة السياحة قادرة علي تنظيمه بالشكل اللائق وذلك من أجل عيون أصحاب شركات السياحة وايضا حج الجمعيات الدينية وقد اتضحت هذه المؤامرة خلال موسم الحج الأخير بتنظيمهم الحج الاقتصادي واقنعوا وزير الأوقاف رئيس البعثة الرسمية للحج بأنهم قادرون علي تنفيذ الحج. ولمزيد من المكاشفة والمصارحة فقد تعهدت وزارة السياحة بدعم بعض الخطوط الجوية لمصر للطيران ومنها خط طوكيو وذلك من خلال صندوق دعم السياحة وبلغت ديونها لدي مصر للطيران ملايين الجنيهات لم تسددها رغم إدراكها بالأزمة المالية التي تمر بها الشركة الوطنية وحدث نفس الشيء من المغالطة والمراوغة وعدم التمسك بالمواقف حيث تعهدت السياحة ايضا بدعم بعض الخطوط الداخلية لشركة سمارت للطيران وبعد التشغيل لم يتم تنفيذ وعودها فاضطرت سمارت إلي وقف هذه الخطوط بعد تكبدها خسائر مالية. لذا أطالب زعزوع بأن ينشغل بالسياحة والتسويق لها بدلاً من التفرغ بإلقاء الاتهامات جزافاً علي الآخرين لأن التاريخ صفحاته ممتلئة بالأحداث والوقائع المثيرة ولا يمكن أبداً أن يتجاهل كل من حقق انجازاً ودائماً ما يشار له بالبنان. أما وزارة الطيران المدني فيجب أن تعدل من سياستها لدي شركات الطيران الخاص وتدرك أن هذه الشركات هي ايضا شركات وطنية وعليها أن تساندها وتدفعها إلي الأمام إذا أردنا فعلاً أن نحافظ علي الكيان المصري في عالم سوق النقل الجوي وبخاصة أن شركات الطيران تعاني من صراعات ومنافسات وهناك شركات في دول الجوار تريد أن تفترس الشركات المصرية وتسيطر علي سوق النقل الجوي في المنطقة ومن هذا المنطلق مطلوب من وزارة الطيران أن تدفع وتدعم الشركات المصرية بكل ما تملك من قرارات وهذا لا يضير مصر للطيران الشركة الوطنية صاحبة الخبرة والريادة في النقل الجوي.. ولا ننسي أن الطيران الخاص عاني سنوات طويلة من القهر وعدم الحصول علي أي مكاسب وكان لدي مصر شركات طيران خاص أجبرت علي الانسحاب من السوق لعوامل كثيرة. أزعم أن الفكر تغير والسياسة يجب أن يتم تعديلها في ظل وجود المهندس عبدالعزيز فاضل وزير الطيران المدني وبخاصة أن الطيران الخاص أصبح ضروريا للوجود بقوة في السوق ونشاهد في دول الجوار كم الشركات في كل دولة ومع ذلك الجميع سواسية فهل يتحقق ذلك في مصر ولا ندعي أن أي حقوق أو مكاسب نحصل عليها تضر بمصالح الشركة الوطنية مصر للطيران لأن الشركة الوطنية عملاقة وتنافس شركات الطيران العالمية. اللهم أبلغت.. اللهم فأشهد. النافذة الأخيرة: نحن علي أعتاب تعديل وزاري.. الكل ينتظره بشغف بعد أن تبين أن هناك قصوراً من الحكومة والسؤال الآن: هل التعديل الوزاري سيشهد تغييرات في معظم الوزارات أم سيكون مقصوراً علي وزارت محددة نظراً للأحداث الجارية؟ وهل التغيير سيخفف من غضب الشعب المصري من أداء الوزارة؟ دعونا ننتظر!!