اهتمت "المساء" منذ بداية صدورها في السادس من اكتوبر عام 1956 بالجانب الفني وأعطت الفنون مساحات مناسبة وغير مسبوقة في بلاط صاحبة الجلالة.. وفتحت صفحاتها لنجوم الفن ولأقلام دكاترة وأساتذة الفن والنقد والتراث الشعبي المصري ومنهم: عبدالحميد حواس ومحمد عمران وعبدالملك الخميسي وجلال فؤاد واشتهر قسمها الفني بالابتعاد عن الأخبار الشخصية للأسرة الفنية مثل الزواج والطلاق والذي منه.. وركزت علي ما هو أهم وأعمق في قضايا الفنون السينمائية والمسرحية والموسيقية بأقلام حشد من المتخصصين والمهتمين مثل الدكاترة علي الراعي وفؤاد دواره وكامل يوسف وغيرهم. الجدير بالذكر أن "الراعي" نال العديد من الجوائز مثل جائزة أحسن كُتاب في النقد المسرحي مرتين متتاليتين. وهو أول مصري يفوز بجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجائزة الدولة التقديرية للآداب. رحيل "الست" في إطار اهتماماته بأخبار رموز الفن وخلال فترة تولي الكاتب الصحفي "بدر الديب" رئاسة التحرير تابع القسم حالة سيدة الغناء العربي كوكب الشرق "أم كلثوم" التي انتقلت إلي جوار ربها في الثالث من شهر فبراير عام 1975 بعد صراع استمر عدة أيام فقط مع المرض بمستشفي القوات المسلحة بالمعادي الذي دخلت فيه إلي العناية المركزة في 30 يناير مصابة بغيبوبة نتيجة ارتفاع شديد في ضغط الدم أدي إلي نزيف في المخ مع تدهور في حالة الكليتين ترتب عليه مضاعفات في القلب. وبمناسبة رحيل "الست" صدرت "المساء" يوم وفاتها بمانشيتها الرئيسي: "صوت من السماء.. عاد إلي السماء" وداعاً كوكب الشرق ملايين القلوب تودع فنانة الشعب وشادية العرب في موكب مهيب. وكانت "المساء" طوال فترة مرضها تتابع حالتها دقيقة بدقيقة من خلال زميل مقيم في الجريدة لنشر أخبارها أولاً بأول. قارئ ونجم وفي فترة تولي الكاتب الكبير "سمير رجب" رئاسة التحرير أسند إلي "زكي مصطفي" مهمة القائم بأعمال رئيس القسم لعدة سنوات وقد استطاع من خلال إشرافه علي القسم استضافة نجوم الفن في مصر والعالم العربي من مختلف التخصصات وإجراء حوارات حية معهم في صالة "المساء" وبحضور القراء ونشرت هذه الحوارات علي صفحات العدد الأسبوعي -كل سبت- تحت عنوان "قارئ ونجم" وكان ذلك سبقاً ل "المساء" بل انفراداً تتميزبه عن كل الصحف. منذ أعدادها الأولي خصصت "المساء" صفحة أسبوعية للفن التشكيلي أشرف عليها في البداية الناقد "حسن عثمان" ثم تولاها الكاتب والناقد الكبير "كمال الجويلي" سكرتير تحرير "المساء" ورئيس جمعية نقاد الفن التشكيلي ورئيس أتيليه القاهرة الأسبق. ومن بعد الجويلي أشرف علي الصفحة الزميل الناقد الفنان الدكتور "صبحي الشاروني" وقد أتاحت الصفحة الفرصة لعدد من الفنانين والنقاد الشبان للكتابة والنقد ومنهم بدر الدين أبوغازي وفاروق بسيوني ومحمود بقشيش وأمين الصيرفي وغيرهم. مصطفي حسين وحسن حاكم انفردت "المساء" بنشر رسوم الكاريكاتير الانتقادية في كل المجالات التي انتشرت بريشة الفنان الكبير "حسن حاكم" وزميله الفنان الكبير أيضا "مصطفي حسين" وقد تخرجا في مدرسة "المساء" وكانت أعمالهما حديث القراء في كل مكان في السياسة والرياضة أيضا. انتقل مصطفي حسين للعمل بالزميلة "الأخبار" كما رأس تحرير مجلة "كاريكاتير" وبمرور الأيام زادت نجوميته حتي انتقل إلي جوار ربه ليلحق بزميله "حاكم" بعد رحلة جمعتهما في حقبة من الزمن ثم ظهرت ريشة الفنانة "عطيان سيد أحمد" احدي رائدات فن الكاريكاتير النسائي. ثم الفنان عبدالعزيز تاج والفنان عبدالحليم طه والفنانة أمان عمارة. خيرية البشلاوي حرصت "المساء" علي تقديم صفحة سينمائية أسبوعية تتولي تقديمها "خيرية البشلاوي" أشهر ناقدة سينمائية في مصر والوطن العربي حتي الآن.. وفي الوقت نفسه كان زوجها الناقد والكاتب الكبير "سامي خشبة" زميلنا في "المساء" قبل انتقاله إلي "الأهرام" يكتب العديد من القضايا الثقافية والفنية المهمة التي كانت تشغل الرأي العام وأهل الفن. وتعد خيرية البشلاوي أقدر ناقدة فنية سينمائية في مصر كلها وتتميز بوضع خاص.. أصبحت الناقدة الفنية ل "المساء" منذ عام 1973 وحتي الآن. ولها صفحة متخصصة تحررها -كل أحد- أسبوعياً. وهي من مواليد محافظة الشرقية حاصلة علي ليسانس آداب قسم لغة انجليزية وبدأت العمل بالصحافة بعد التخرج في مجلة "روز اليوسف" حتي 1967 ثم انتقلت للعمل محررة بالقسم الثقافي بدار "الجمهورية" في نفس العام وعملت بالصحافة القطرية من 1978 وحتي 1980 ثم اختيارها لتصبح أول رئيس تحرير تنفيذي لمجلة "شاشتي" عند صدورها.. ثم اختيارها كعضو لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات السينمائية. ورأست مهرجان الاسكندرية السينمائي دورة عام 2010 وكرمتها نقابة الصحفيين باعتبارها الأم المثالية في أول احتفالية من نوعها في تقليد جديد للاحتفال بالأمهات المثاليات. وهي أم لولدين ورثا نفس طريق والديهما هما: هيثم "صحفي ومترجم". وهشام "منتج في مدينة الانتاج الإعلامي". رأفت الخياط اسمه بالكامل "رأفت محمد الخياط" من مواليد 1922 تولي في سنواته الأخيرة الإشراف علي أقسام الفنون بمؤسسة دار التحرير "دار الجمهورية" وبعد أن أشرف علي قسم الفن ب "الجمهورية" سافر للعمل بدول الخليج ثم عاد وأسند إليه مهمة الإشراف علي قسم الفن ب "المساء" كان له مقال يومي بعنوان "نقطة فوق حرف ساخن" وإلي جانب العمل بالصحافة الفنية قام بإعداد العديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية وأشهرها البرنامج الإذاعي "الغلط فين" الذي استمر30 عاماً وقدمه الإذاعي علي فايق زغلول كما كتب "الخياط" السيناريو والحوار للعديد من أفلام السينما ومنها "الشيطان والخريف". وله عدة مؤلفات من بينها "الأبناء العظام". كرمته الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبي عام 1984 ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولي عام 1993 ورحل عن دنيانا في 23 نوفمبر 2004 اثر أزمة قلبية عن عمر يناهز 79 عاماً. وقد ورث عنه هذا التخصص ابنه الزميل "عمرو الخياط" الذي رأس تحرير "أخبار النجوم". بدأ الكتابة في "المساء" عقب انتقاله من "الجمهورية" وأسند إليه تحرير باب يومي يرد فيه علي القراء بأسلوبه الساخر الذي اشتهر به بعنوان "انت تسأل وميكي ماوس يجيب". وقبل رحيله كرمته "المساء" في احتفالية شهدتها أسرة الجريدة ولفيف كبير من القراء.. عبدالله أحمد عبدالله أو ميكي ماوس كما اشتهر. بدأ الصحافة عام 1934 وتنقل في العديد من الصحف والمجلات التي يصعب حصرها. وإلي جانب إشرافه علي القسم الفني ب "الجمهورية" استعانت الصفحة الفنية بالزميل "صلاح درويش" الذي ظل يكتب عاموده الانتقادي اليوم ب "المساء". كما استعانت أيضا بالزميل "حسن سعد" ومن قبلهما "عبدالوهاب عبدربه" الذي انتقل من "الجمهورية" إلي "المساء". كذلك "محمد حسين شعبان" الذي تولي الإشراف علي الفن لفترة وأيضا "سالم أباظة". الزميل أحمد السلامي هو أول صحفي فني اهتم بشئون الإذاعة والتليفزيون في "المساء". عاصر التليفزيون قبل أن يتم تشييد مبني ماسبيرو وهو مازال فكرة يخطط لتنفيذه. تولي فترة رئاسة قسم الفن الذي كان يضم كتيبة من الزملاء والزميلات. كريمان حرك بدأت العمل بقسم الفن ثم تفرغت الناقدة الكبيرة كريمان حرك تماماً منذ انضمامها إلي أسرة الفن ب"المساء" لتغطية أخبار الفن الراقي فقط وتخصصت في مجال الموسيقي والغناء في الأوبرا التي كرمتها أكثر من مرة وقد صدر لها أول كتبها عن فنون الأوبرا وهي مشغولة الآن بالجزء الثاني من الكتاب. انضم إلي أسرة "المساء" أحد الإعلاميين الكبار الذين شاركوا في كتابة "اليوميات" هو الإعلامي الكبير "سعد لبيب مكاوي" أول رئيس للتليفزيون المصري وأحد أبرز رواده. فقد التحق بالإذاعة المصرية عام 1950 وعمل خبيراً بمنظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" وعضواً بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون. وإلي جانب عمله الإعلامي والكتابة في "المساء" اتجه إلي التدريس وحاضر كأستاذ غير متفرغ بكلية الإعلام.