اتجهت جريدة "الجمهورية" إلي تقديم الصحافة الشعبية منذ السبعينيات مع رئاسة تحرير محسن محمد. وهذه الصحافة تهتم بالحوادث وكرة القدم وهموم المواطن البسيط. لكن "الجمهورية" أضافت إلي ذلك الاهتمام بالفنون والتليفزيون. وخصصت للفن صفحة يومية لا تقدمها الصحف الأخري المنافسة. كما قدمت صفحات متخصصة في السينما والمسرح والفن التشكيلي. وكانت تهتم بعرض تفصيلي لبرامج التليفزيون أيام القناتين الأولي والثانية فقط. وكانت توصيات مجلس التحرير توجه بضرورة وجود خبر فني علي الصفحة الأولي بالجمهورية. وعلي صعيد النقد الفني نجد أن دار التحرير قدمت علي الأقل أربعة من نجوم النقد السينمائي في مصر وهم: خيرية البشلاوي وسمير فريد وماجدة موريس ومحمد صلاح الدين وسمير الجمل. ومن الصعب أن تجد مؤسسة صحفية قدمت هذا العدد من نقاد السينما ولكل منهم العديد من الكتب والدراسات السينمائية المتخصصة. كما سافروا جميعاً لمهرجانات السينما العربية والعالمية. وكتبوا مئات المقالات النقدية علي صفحات الجمهورية والمساء وغيرهما من المطبوعات. ووصلت خيرية البشلاوي إلي رئاسة تحرير "شاشتي" وأصبحت رئيسة لمهرجان الإسكندرية السينمائي. وأسس سمير فريد جريدة "السينما والفنون" وأصبح حالياً رئيس مهرجان القاهرة السينمائي. وحصل هذا الأسبوع علي تكريم خاص من مهرجان دبي بمنحه جائزة "انجاز الفنانين" التي يحصل عليها ناقد سينمائي لأول مرة. وأسس سمير الجمل مركزاً لتعليم كتابة السيناريو في المؤسسة وأشرف علي صفحة الفنون بالجمهورية. كما قامت الناقدة ماجدة موريس بتأسيس مجلة "شاشتي" وأصبحت أول رئيس تحرير لها. وشاركت في لجان تحكيم العديد من المهرجانات المصرية والعربية. وأصبح محمد صلاح الدين عضواً في مجلس إدارة جمعية كتاب ونقاد السينما وأصدر عدداً من الكتب المتميزة. وحرصت "الجمهورية" أن تفتح صفحاتها لنقاد السينما من غير أبنائها احتراماً للتخصص وحرصاً علي تقديم المستوي النقدي الجاد للقارئ. معروف أن قارئ "الجمهورية" ينتمي لبسطاء هذا الوطن الذين يهتمون بأسعار الخضار والفاكهة. أو يقرأ التعليق علي مباريات كرة القدم. ويعطي ابنه أو ابنته ملحق نماذج امتحانات الطلبة الموجود دائماً وسط صفحات الجمهورية. ومن هنا أصبحت الجمهورية الصحيفة الشعبية الأولي في مصر. ولكن هاهي تقدم أكبر عدد من نقاد السينما إلي جانب نقاد المسرح أيضاً مثل الراحل أحمد عبدالحميد والناقد الكبير والمخرج المسرحي حسن سعد. إلي جانب متخصصي الفن التشكيلي الفنانين حسن عثمان وصبحي الشاروني. كان الراحل سعد الدين وهبة "الكاتب المسرحي المعروف" مديراً لتحرير الجمهورية في الستينيات واهتم بمنح مساحات لصفحات الفنون. وكان الراحل العظيم نعمان عاشور الكاتب المسرحي الكبير يشرف علي صفحات التليفزيون. وقد أشرف علي الصفحة الفنية الراحلون: رأفت الخياط وصلاح درويش "بالعدد اليومي" وأحمد ماهر ومحمود خطاب "بالعدد الأسبوعي". وكان الزميل أشرف سويلم يقدم كل أحد صفحة متخصصة في الموسيقي والغناء في الثمانينات قدمت كل نجوم الجيل الجديد في ذلك الوقت: محمد منير وعمرو دياب وانغام ومحمد الحلو وعلاء عبدالخالق وحنان وفرقة المصريين إيمان يونس وهاني شنودة. وكان يصل للجريدة مئات الخطابات يومياً من القراء العاشقين للموسيقي والغناء. ويشرف حالياً علي صفحة الفن الزميل المخضرم فكري كمون. تحية للجمهورية في عيدها الستين وقد قدمت الصحافة الشعبية التي يقبل علي شرائها عامة الناس ويجدون علي صفحاتها ما يربط المواطن بالمجتمع ومشاكله. إلي جانب تقديم الترفيه والمتعة الفكرية والفنية أيضاً.