فقدت الأسرة الصحفية والفنية في مصر عامة وفي جريدتنا "المساء" خاصة واحدا من روادها الأول هو الكاتب.. الفنان "مصطفي كمال الجويلي" أحد شيوخ الصحافة الفنية.. وشيخ نقاد الفن التشكيلي.. ليس في مصر وحدها.. ولكن في الوطن العربي كله.. والذي انتقل إلي جوار ربه في منتصف يناير الحالي عن عمر يناهز 95 عاما بعد رحلة امتدت لأكثر من 60 عاما بدأها بالعمل رساما ومرمما بقصر الجوهرة وقصر المانسترلي لمدة 6 سنوات ثم التحق بالزميلة "الأهرام" في عام 1952 كرسام صحفي وناقد فنون تشكيلية.. وفي عام 1959 انتقل إلي جريدتنا "المساء" التي تأسست عام 1956 وأصبح من نجومها في النقد الفني التشكيلي.. وهو أول من خصص صفحة للفنون التشكيلية في الصحف المصرية وحررها من بعده ناقدنا الراحل الكبير الدكتور "صبحي الشاروني".. وقد انتشرت الصفحات "التشكيلية" في جميع الصحف والمجلات بعد "المساء" استمرت مسيرة كمال الجويلي في الابداع النقدي وامتدت إلي العديد من الصحف والمجلات العربية. وإلي جانب عمله بالصحافة والنقد شارك في عام 1989 في تأسيس الجمعية المصرية للنقد التشكيلي وتولي رئاستها.. إلي جانب عضويته باللجنة العليا لمراجعة المادة العلمية الخاصة بالسيرة الذاتية للفنانين التشكيليين المصريين.. كما رأس مجلس إدارة "أتيليه القاهرة". وبالنسبة لعمله بالصحافة فقد كنت أحد الذين تعلموا أصول المهنة عن طريق رئاسته لأول قسم عملت به في "المساء" وهو "قسم كل الناس".. وأنا وغيري من الذين يصعب حصرهم يدينون له بالفضل في التوجيه والنصح والارشاد وطريقة تعاملي مع الجميع.. وقد اشتهر بالهدوء والبساطة والحكمة والصبر والمثابرة والاخلاق للكلمة والمهنة.. وكان صديقا ومحبا للجميع.. مشجعا لشباب الصحافة والنقد والفن. قبل رحيله.. تعرض "الجويلي" رحمه الله لعدة مفاجآت قدرية أخطرها عندما فقد نجله الفنان الشاب "هاني الجويلي" الذي انتقل إلي جوار ربه إثر حادث أليم وترك زوجته الشاعرة الشابة "جيهان عمر" التي تعيش الآن علي ذكراه من خلال صوره ولوحاته وذكرياتهما الجميلة.. رحم الله "الجويلي" الأب.. و"الجويلي" الابن.