نشرت صحيفة "الأهرام" تحقيقاً مطولاً عن سد النهضة الإثيوبي بعد أن تلقت الصحيفة دعوة من إثيوبيا لإيفاد مندوب عنها ضمن عدد من مندوبي الصحف من السودان وجنوبه وإثيوبيا لمشاهدة تطورات المشروع والاستفسار عنه ومشاهدة ما يتم علي أرض الواقع وهو ما كان ممنوعاً في السابق. وقد رافق الوفد الصحفي في زيارته المهندس سيمانيو بكالي المدير التنفيذي لمشروع سد النهضة الذي أكد للوفد انه لا داعي إطلاقاً لتخوف المصريين من بناء السد أو تأثيراته لأنه تمت مراعاة المعايير والشروط لمنع حدوث أي ضرر في المستقبل. قال إن مياه النهر وفيضانه تسير في مسارها إلي السودان ومصر وأن بلاده لا يمكنها أن تحتفظ بهذه المياه خلف السد أو تحجب تدفقها لأن أي كمية تزيد علي سعة التخزين سوف تغطي جسم السد وهو ما يمثل خطورة علي إثيوبيا. شرح المدير التنفيذي أن توربينات توليد الكهرباء بالسد ليست قائمة علي استهلاك المياه وان السد يمكن أن يزود مصر بالكهرباء النظيفة والرخيصة عند الانتهاء من شبكات الربط الكهربائي. مندوب الأهرام المرافق للرحلة وهو الزميل إسلام أحمد فرحات قال: إن بناء السد لم يكتمل بعد وقد تحتاج إثيوبيا من أربع أو خمس سنوات لإتمام الإنشاءات.. مؤكداً ان الأعمال الإنشائية للسد لم يكتمل فيها سوي 40% من ارتفاعات السد المعلنة إجمالاً. وأكدت الأهرام في تحقيقها ان هناك تخوفات تبرز من نتائج انفراد الجانب الإثيوبي علي قرار فترة ملء بحيرة السد وطرق التشغيل والإدارة لتمرير المياه خلال فترات عدم احتياج إثيوبيا لإنتاج الكهرباء وعند عدم الاتفاق مع الدول المستوردة لكهرباء السد. قد اعترف خبير المياه الأمريكي كيفن ويلر انه أجري دراسة حول آثار سد النهضة في جامعة أكسفورد بأنه يمكن حدوث تأثيرات مؤقتة علي تدفق مياه النيل لمصر خلال فترة ملء السد وهو الأمر الذي يحتاج ان تقرره المفاوضات الحالية بين الدول الثلاث. وقد وصف كل من الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة والدكتور مغاوري شحاتة خبير المياه الدولي ومستشار وزير الري التصريحات الإثيوبية بأنها دبلوماسية ووردية للغاية خاصة فيما يتعلق بعدم وجود رغبة في الإضرار بمصر وأنها متعاونة في إعداد الدراسات.. وقالا إن هذه التصريحات لم تتحول إلي واقع ملموس.. فلم يتم تفعيل الاتفاق المبرم في مارس 2015 حتي الآن والخاص بالتعاون في الملء الأول للخزان وإدارة السد وكذلك الانتهاء من الدراسات المتفق عليها. بينما أعلن د. حسام مغازي وزير الموارد المائية السابق ان هذه الزيارة تؤكد ما سبق أن أعلنه من أن السد لم يبدأ التخزين ولم يكتمل بناؤه بعد. ومن جهتي أقول إنه لو كانت إثيوبيا تريد ان تؤكد نواياها الحسنة حول بناء السد لوجهت الدعوة إلي خبراء في الموارد المائية والسدود لزيارة الموقع والإجابة علي الأسئلة الفنية التي يوجهها هؤلاء الخبراء للفنيين القائمين علي تنفيذ مشروع السد.. لأن الصحفيين مهما كانوا متخصصين في هذه المواضيع لا يستطيعون إثارة الموضوعات الفنية المتعلقة بالسد.. فهل تقبل إثيوبيا بهذا الاقتراح؟ في نفس الوقت أعلنت وزارة الموارد المائية والري انه تم خلال زيارة الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية والوفدين السوداني والإثيوبي للولايات المتحدة التعرف علي تجربة مهمة في مجال إدارة حوض مائي مشترك مثل حوض نهر "كلورادو" وبقواعد ملء وتشغيل السدود المقامة عليه وفكرة ملء سد جديد وقام كل وفد بتوضيح وجهة نظره للتوصل إلي منفعة الجميع في الحفاظ علي حقوق دول المصب في المياه. وعقد الوفد الثلاثي اجتماعاً في مقر البنك الدولي بواشنطن وأكد انه من خلال طلبات الدول المعنية يمكن التوصل إلي اتفاقيات مرضية حول التعاون في أحواض مشتركة.