مقالي هذا.. أتمني ان يصل الي الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء. الذي يتحسس مع وزرائه. ان تدخل مصر الحديثة عالماً جديداً وان تلحق بالعالم المتطور من حولنا. وهذا أهم مكاسب ثورتنا الجديدة.. وأعرف مقدما ان محتوي المقال لن يعجب البعض علي اعتبار ان البلد في حاجة الي أولويات مهمة أكبر بكثير من التفكير في الرياضة أو نهضة رياضية. نتحدث عنها منذ عقود ودون استجابة من أحد. فلماذا يستجيب لها "شرف" الآن.. إلا أن ضميري المهني يحتم علي ان انقل ما شاهدته في تركيا الي كل مسئول. بداية من الدكتور عصام شرف وأيضاً وزير التربية والتعليم. ورئيس المجلس القومي للرياضة المهندس حسن صقر واللجنة الأوليمبية والاتحادات الرياضية المعنية بالكلام القادم.. فنحن نتحدث في مصر عن التجربة التركية الناجحة في بناء الدولة الحديثة سياسياً واقتصادياً فلماذا لا نستفيد بتجربتها الرياضية أيضاً وهي تجربة رائعة رغم بساطتها الشديدة. فقد رأيت في تركيا صالات رياضية خاصة بكل لعبة. وتحديداً الكرة الطائرة لأنني مشارك بصفتي الصحفية في بطولة العالم للكرة الطائرة بتركيا.. وهذه الصالات ملك لاتحاد الكرة الطائرة ومثلها السلة وكرة اليد.. ولكن ماذا يوجد في كل صالة من هذه الصالات.. يوجد في الصالة التي هي ملك لاتحاد اللعبة. تحت اشراف الدولة مدرسة دائمة للعبة ناشئين وناشئات.. المدرسة يتلقي فيها الناشئ أو الناشئة من سن 6 سنوات مهارات لعبته. مع دروسه العلمية في نفس الوقت. ويقيم فيها الناشئ اقامة كاملة طوال العام الدراسي لضبط حياته الرياضية والدراسية تحت اشراف مشترك من وزارتي التعليم والشباب في تركيا ويقيم في فندق علي أعلي مستوي ملحق بكل صالة مع التغذية الكاملة.. وبعد انتهاء العام الدراسي يعود النشء الي منازلهم مع المواظبة علي التدريبات اليومية. بصحبة ذويهم.. والأهم في هذا النظام الذي بدأت فيه تركيا قبل 10 سنوات هو اختيار النشئ. الذي سينضم لهذه المدرسة الرياضية المتخصصة في الطائرة أو السلة أو اليد. وفق معايير قياسية وعلمية محددة. ولا مجاملات فيها.. والناشئ الذي لاينتظم في التزاماته الرياضية والدراسية يستبعد منها علي الفور. لأن الدولة هي التي تنفق علي هؤلاء الأبطال الصغار.. وكانت المفاجأة التي عرفتها أثناء وجودي لمتابعة بطولة العالم للكرة الطائرة للناشئات ان منتخب تركيا للناشئات الذي ينافس بقوة ومرشح للفوز باللقب هو النتاج الأول لهذه التجربة التركية الرائعة وان كل لاعباته المتميزات جداً من بنات المدرسة الداخلية للكرة الطائرة. اذكركم انه كانت لدينا تجربة مماثلة. اسمها المدرسة الرياضية. والتي فشلت فشلاً ذريعاً في ان تقدم لمصر بطلاً رياضياً واحداً.. والسبب في هذا الفشل. كان في المجاملات التي لا حد لها في قبول المنتسبين لهذه المدرسة. والتي وصلت الي حد الرشاوي.. وأيضاً غياب القياسات التي يتم علي إثرها الاختيار. وضعف المتابعة من وزارة التعليم لأبناء هذه المدرسة. وتعدد اللعبات فيها.. وأعلم انها استبدلت بمدرسة الموهوبين.. إلا أن التجربة التركية أكثر تخصصاً ووضوحاً وطموحاً. نتائجها لا تذهب ادراج الرياح. كما يحدث عندنا بكل سهولة.. ادرسوها. اثابكم الله.