* حالة الهوس والجنون التي أصابت سوق العملة الاجنبية في مصر وخاصة الدولار الامريكي الذي وصل سعره في الاسبوع الاخير من شهر يوليو الماضي إلي أكثر من "13" جنيها.. هذه الحالة الجنونية في سعر الدولار أصابت المصريين بالفزع لأن كل من هب ودب رفع سعر سلعته التي لا ناقة لها ولا جمل بالدولار ولا بغيره.. والسبب عند كل تاجر جشع هو ارتفاع الدولار. ولا شك في أن هذا الانفلات غير المبرر لارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء كان ولابد من التصدي له بكل حسم وحزم وايقاف هذا التصاعد غير المقبول والضار بالاقتصاد المصري خاصة والامن القومي عامة. وبالفعل تدخلت الحكومة والبنك المركزي لتوجيه ضربة لتجار العملة وأصحاب محلات الصرافة الذين يتأمرون علي الشعب والدولة معاً.. وأسفر تدخل الدولة والحكومة عن القبض علي عدد من تجار العملة واصحاب محلات الصرافة واغلاق العديد من هذه المحلات.. وضبط ملايين الدولارات التي كانوا يجمعونها للاضرار بالاقتصاد القومي. وحسناً.. مافعله الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما فاجأ الحضور في "منتدي محاكاة الدولة المصرية لتأهيل الشباب للقيادة" مؤكداً: "أن أزمة الدولار الحالية هي نتيجة تراكمات السنوات الخمس الماضية.. مشيراً إلي تراجع تدفقات الدولار سببها انخفاض معدلات الحركة السياحية إلي مصر وجزء آخر بسبب تحذيرات بعض الدول الاجنبية لمواطنيها من السفر إلي مصر". وخلال المنتدي حذر الرئيس السيسي من تحول الدولار إلي سلعة نخزنها في البيت لأن بكره هيكون له ثمن أكثر.. مشيراً إلي أن هذا الامر نتيجة لتصورات خاطئة تستلزم اعادة تشكيل وعي الناس.. والحكومة في هذه الحالة تحتاج إلي أن تتخذ اجراءات تنهي بها فكرة أن الدولار سلعة يمكن التعامل بها. واستطرد الرئيس السيسي قائلا: "طول ما الدولار اصبح سلعة وقيمة في حياة المصريين هيفضل الوضع كده ولن ينتهي الامر إلا بأن تنسف الفكرة التي تشكلت جوه المصريين أن الدولار سلعة يمكن الاحتفاظ بها .. مؤكداً علي ضرورة التفكير في حلول وافكار لحل المشاكل الموجودة.. وغداً ستجدون جميع الناس يذهبون إلي البنوك لفك الدولار بإذن الله". حديث "المكاشفة والمصارحة والشفافية والامل والتفاؤل" للرئيس عبد الفتاح السيسي جاء في الوقت المناسب الحاسم الحازم في أن المستقبل يحمل خيراً كثيراً.. كما اصاب محتكري والمضاربين بالدولار بالرعب والخوف والذعر وتوقفوا بالفعل عن الشراء والبيع والبحث عن تصريف ما قاموا بشرائه .. كما كان له ابلغ الاثر الايجابي علي السوق. إن الرسائل المهمة للرئيس السيسي جعلت بالفعل البنك المركزي يتخذ عدة اجراءات مفاجئة لضبط سوق الصرف خلال الفترة المقبلة واتخاذ سياسة مرنة لسعر صرف الجنيه أمام الدولار تعمل بالفعل علي تقليص الفارق بين السوق الرسمية والسوق الموازية .. هذه الاجراءات سيستمر العمل بها خلال الفترة المقبلة لارباك حسابات المضاربين علي الدولار وبالتالي استقرار سوق الصرف. ان تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في أزمة سعر الدولار جاء في الوقت المناسب وكان أمراً عظيماً وضرورياً يساهم في تحفيز المسئولين بوضع المزيد من الاجراءات الاصلاحية الشاملة لتحسن الاداء الاقتصادي والادارة الرشيدة للسياسات النقدية بما يساعد في التحرك نحو تحرير سعر الصرف بشكل متدرج ومحسوب مع وضع استراتيجية واضحة لعملية تحرير الصرف. لقد صارت توجيهات وتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي منهج عمل للحكومة ودائماً تؤكد علي ضرورة ترشيد الانفاق الحكومي وتشجيع المنتج المحلي وخفض الاعتماد علي الاستيراد العشوائي في اطار العمل علي استقرار الاوضاع المالية والنقدية وخفض معدلات البطالة مع زيادة موارد الدولة كإحدي آليات الاصلاح الاقتصادي لبناء مصر الجديدة.. مصر الامل والعمل والمستقبل والبناء. وهكذا سقط تجار الدولارفي مرمي نيران السيسي. وتحيا مصر..تحيا مصر.. تحيا مصر